+A
A-

روحاني: نتعرض لضغوط غير مسبوقة لكن الوضع جيد

أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن طهران تتعرض لضغوط غير مسبوقة لكنه ادعى في نفس الوقت أن "الأوضاع العامة في البلاد جيدة، خلافاً لما يروج له الحاقدون"، وفق تعبيره.

ووفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" فقد أكد روحاني، خلال اجتماع حكومي الأربعاء، أن "الضغوط الأميركية على بلادنا بلغت أوجها، وبالتالي فإن قدرتها شارفت على الانتهاء، ومن الآن فصاعداً سينتهي مفعولها".

وأشار روحاني، الذي يستعد لاستقبال رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، الذي من المؤمل أن يلعب دور الوساطة مع الولايات المتحدة لتخفيف التوتر بين طهران وواشنطن، إلى أن "الضغوط الأميركية لا مثيل لها في التاريخ، وغير قابلة للمقارنة حتى مع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على بعض الدول تحت الفصل السابع من ميثاق المنظمة الدولية".

كما شدد على أنه "رغم كل هذه الضغوط ورغم ما يروج له الحاقدون فإننا نعيش ظروفاً جيدة، لكن ليس بمعنى أننا لا نواجه صعوبات أو أن جميع المشاكل قد حلت"، وفق قوله.

تباين آراء ومماطلة

وتباينت الآراء في إيران، خلال الأيام الماضية، حول عرض الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، للتفاوض مع طهران من خلال الوساطة اليابانية.

وفي حين يستمر متشددو النظام وقادة الحرس الثوري بإطلاق التهديدات ضد القوات الأميركية ودول المنطقة، تحاول حكومة روحاني تخفيف التوتر لتمهيد الأجواء للمفاوضات المحتملة.

ومن المقرر أن يبلغ رئيس الوزراء الياباني المرشد، علي خامنئي، وروحاني، رسالة محتملة من ترمب حول عرض المفاوضات غير المشروط الذي قدمه لطهران.

وكان خامنئي قد قال إنه يرفض التفاوض على القضايا التي تعتبر "شرف الثورة"، معتبراً ما وصفها بـ"الضجة الإعلامية حول المفاوضات" تدور حول "التفاوض مع أميركا وتنازل إيران عن قدراتها العسكرية"، وليس حول "العودة إلى المفاوضات بشأن القضية النووية الإيرانية".

لكن حملة الضغوط الأميركية القصوى أحدثت انقساماً عميقاً داخل أجنحة النظام الإيراني، حيث أعلن روحاني، خلافاً لخامنئي، أن "طريق المحادثات "لم يغلق"، ولكن تحت شرط مسبق واحد وهو رفع العقوبات.

ويرى ناشطون إيرانيون أن خامنئي ورموز نظامه كانوا يعتبرون البرنامج النووي أيضاً من مقومات "شرف الثورة "، لكنه تنازل عنها باستراتيجية سمَّاها "المرونة البطولية" وسمح بموجبها بإجراء المفاوضات عام 2013 والتي أدت إلى إبرام الاتفاق النووي مع الدول الكبرى عام 2015.

بدورهم، يقول مراقبون إن إيران تحاول شراء الوقت من خلال تقديم بعض التنازلات من المطالب الـ12 التي أعلنها وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، كشروط لعقد أي اتفاق جديد وشامل مع طهران يتضمن تغيير سلوكها في المنطقة والعالم بالكامل وتوقف برنامجيها النووي والصاروخي.

وتحاول إيران إفراغ المطالب الأميركية من مضمونها من خلال المماطلة وتنفيذ الأقل أهمية وتقديم بعض الأوراق ومقاومة تنفيذ المطالب الرئيسية حتى موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية العام المقبل، وفق المراقبين.

إلى ذلك، أكد مسؤولون أميركيون أن سياسة "الضغوط القصوى " التي تعتمدها إدارة ترمب ضد نظام طهران مستمرة، مع استمرار تأهب حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن"، في خليج عمان، والتي التحقت بها المدمرة "يو إس إس غونزاليس"، التي رست قبل أيام في الخليج العربي، لردع أي تحرك إيراني.