العدد 3889
السبت 08 يونيو 2019
banner
أيها العيد... عذرا
السبت 08 يونيو 2019

العيد دعوة للفرح وملء النفس بالبهجة والسرور، فإذا جاء العيد فافتحوا له أبواب قلوبكم ونوافذ أرواحكم، غير أن السؤال الذي يشغل البال لماذا توقف الناس عن الفرح في يوم العيد؟ لماذا لا يصبح مناسبة للفرح كما كان أيام زمان؟ لماذا احتلت الكآبة وجوه الناس؟ هل لأن الإنسان لا يجد ما يبعث على الفرح؟ ما نراه ونلمسه يستدعي دراسة تبحث الأسباب، ربما ما يسود العصر من كآبة وإحباط وغلاء حوّل حياتهم إلى كآبة دائمة وترك بصمته حتى على العواطف فأضحت جافة باردة.

إنّ عدد من نصافحهم بصدق وحرارة يقل في كل عيد، وهذا بلا شك تحول خطير على الصعيدين الأخلاقي والعاطفي، وإذا كان هناك عذر لمن يصنفون بذوي الدخل المحدود لظروفهم الاقتصادية التي تنغص عليهم لحظات الفرح فإنّ الأمر غير مبرر وغير مفهوم للفئات الميسورة. هناك من أطلق دعوة مفادها إن لم تفرحوا فتظاهروا بالفرح بدلا من أن تبكوا، فالتظاهر لابد منه في العيد، غير أنّ البعض يعلن لا أحب العيد ولا أهتم به لأنّ العيد أصبح مناسبة لممارسة النفاق الاجتماعي والتظاهر بصلة الرحم والأقارب. إنّ رؤية الأقارب بالنسبة لهذا البعض وهذه ظاهرة مؤسفة جدا لا تكون إلا في العيد ثم تنقطع حتى العيد القادم، وهذه حقيقة مؤسفة لا يجادل حولها أحد وتدعو إلى الأسى والألم.

الأشد أسفا أنّ هناك من اقتصر على معايدة الأهل والأصدقاء عبر الرسائل الإلكترونية بحجة أنّه لا يجد الوقت للزيارة! أو تحت ذرائع باهتة أخرى، وحتى من يجشم نفسه لقاء أقاربه فإنها لا تتعدى بضع دقائق والتبرير ذاته هو الوقت طبعا! إنه يضيق بزيارة موسمية لا تتكرر سوى مرتين في العام ولا تتجاوز دقائق معدودة، وحتى من يضع الورقة النقدية في أيدي الأطفال فإنهم يؤدون طقسا اجتماعيا مفرغا من كل الدلالات التي ينطوي عليها، أو هم يمارسون عرفا اجتماعيا لا أكثر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .