العدد 3880
الخميس 30 مايو 2019
banner
تضامن‭ ‬أزلي‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية
الخميس 30 مايو 2019

تجسيدًا للعلاقات الأخوية القوية بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، وانطلاقًا من الأدوار والإسهامات المتواصلة لمملكة البحرين في تطوير دعائم العمل المشترك على كافة الأصعدة الخليجية والعربية والإسلامية، يصل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى مكة المكرمة للمشاركة في القمتين الطارئتين لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية، وفي الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي والتي تحتضنها جميعًا هذه الأرض المقدسة وفي هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الفضيل.

وتعكس مشاركة جلالته في هذه القمم الثلاث مدى الحرص الذي يوليه لقضايا أمته واهتمامه بكل ما فيه سلامة المنطقة وخير شعوبها، وإدراك جلالته العميق لحجم التحديات ولما هو مطلوب من مهام ومسؤوليات لتعزيز أركان الأمن القومي والحفاظ على ثروات هذه المنطقة الاستراتيجية والحيوية من العالم، وصد هذا الخطر المتفاقم والذي يحدق بها جراء تهوّر إيران وحماقاتها التي قد تكلف دولها وشعوبها الكثير والكثير بعد أن وضعت بانتهاكاتها للقانون الدولي وبدعمها لميلشيات إرهابية وتدخلاتها الجسيمة في الشؤون الداخلية،   وضعت المنطقة على حافة خطيرة تغلي وتكاد تقترب من مرحلة الحرب وبات واضحًا أنها تدفع بالأمور إلى طريق مسدود.

وإن مشاركة عاهل البلاد المفدى لتعكس قوة وعمق التضامن الأزلي بين البحرين والسعودية ومساعيهما الجادة لإعادة ترتيب الأولويات العربية والإسلامية وتطوير العمل الجماعي بما يتناسب مع حجم المخاطر والتهديدات والتوصّل لرؤى جديدة ومقاربات نوعية تعيد للمعادلة الإقليمية الضبط والتوازن وتضمن تصحيح أي اختلالات قد تؤدي لمواجهات يصعب السيطرة عليها وتكون شعوب المنطقة هي ضحيتها.

وانعقاد القمم الثلاث في مكة، وبهذه الظروف الصعبة برهان على المكانة الكبيرة والمستحقة للمملكة العربية السعودية، فإضافة للقدرة التنظيمية الكبيرة التي تمكنها من عقد كل هذه القمم بهذا المكان الشريف في هذا الموسم المزدحم، فهي بمبادراتها الخيرة واستباقها الواعي للأحداث وقراءتها الدقيقة لكل أبعاد المشهد الإقليمي والدولي قادرة على جمع هذه الأعداد الكبيرة من الدول العربية والإسلامية لتضع الجميع أمام مسؤولياته التي لابد أن يتحملوها توحيدًا للصف وتحقيقًا لصالح الجميع.

قد تكون الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لوضع معايير واضحة في العلاقات بين دول المنطقة تضمن حسن الجوار والاستقرار والسلام، وتحفظ للجميع السيادة والاستقلال، وتمنع ما يحدث من تجاوزات وخروقات لا تهدّد أمن المنطقة فحسب، بل والأمن العالمي بأسره.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .