العدد 3806
الأحد 17 مارس 2019
banner
سبق معرفي
الأحد 17 مارس 2019

شئنا أم أبينا، نحن في سباق مع الزمن، مع المعرفة، ومع التجليات المرعبة للطبيعة، لذلك كان لزاما على قطاعاتنا الاقتصادية، وفي مقدمتها القطاع المصرفي، أن ينتبه للمتغيرات المتسارعة في عالم الصيرفة الحديثة، في دنيا لا تعترف بالتراجع، ولا تؤمن بتأجيل المسئوليات والقاؤها في ملاعب الآخرين.
التكنولوجيا مسئوليتنا مثلما هي مسئولية العالم المتقدم، والإنسان في أي زمان وأي مكان هو أيقونة الوجود، هو الطليعة الأبدية التي تتقدم الصفوف كي تذود عن مقدرات الأمم، وعن آمال الشعوب.
رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه يأتي دائما على قمة التعاطي مع الأحداث، يوجه ببوصلته الدقيقة القطاعات التي تسعى إلى النمو، والمجالات الممكن تعايشها مع تكنولوجيا المعارف الفارقة، لذلك كان سموه في مقدمة المدشنين للبصمة الإلكترونية التي أدخلت مملكة البحرين إلى عام جديد من الحداثة والتطور، وساهمت بما لابدع مجالا للشك في وضع القطاع المصرفي على محك التحدي والهضم المبرمج لذلك التقاطع العريض بين المعرفة والإنسان، بين الآلة والعقل البشري، ثم بين دقائق الأشياء وطبائع الحركة على الكون الرهيب.
إن خليفة بن سلمان والحكومة الرشيدة تدركان تماما أن القطاع المصرفي الذي قاد صناعة التنويع الاقتصادي في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي لابد له أن يواكب التطورات التقنية الحادثة في عالم الصيرفة المعاصرة، لابد له مثلا أن يكون أكثر دراية بعلوم التكنولوجيا الحيوية وعلاقاتها بالتحوط في دنيا الاحتراز المصرفي، ولابد أن يكون أكثر مواكبة مع وسائل السحب المالي إلكترونيًا وكيفية الانتقال من مرحلة الصيرفة اليدوية إلى مثيلتها الإلكترونية ومن الأخيرة إلى البصمة؛ باعتبارها فرض عين آمنا على المعاملات المصرفية الشخصية، وعلى المصارف الحريصة على كسب ثقة المتداولين للخدمة المالية، وتلك التي يمكن محاكاتها عن بُعد.
نحن بتدشيننا خدمة البصمة الإلكترونية مستبدلين بذلك الأموال البلاستيكية أو البطاقات الذكية، أو حتى الموبايل فون السحري، كل ذلك يصب في نهاية المطاف باتجاه إحداث نقلة نوعية تساعد القطاع المصرفي على الخوض مجددا في مناطق لم تعد محرمة على منطقتنا وبلادنا، بل إننا من المفترض أن نكون مساهمين في صناعة هذه المعرفة، وألا نقف مكتوفي الأيدي لنستهلك التكنولوجيا المستوردة، بل إن نكون منتجين لها وصانعين لبرامجها المعقدة، إلى جانب كوننا مستخدمين لفضاءاتها البعيدة.
إن حرص الحكومة الرشيدة على الارتقاء بالخدمات المصرفية الإلكترونية، والوصول بمستوى الكفاءة في الأداء، والمعرفية في صناعة التحولات، والإبداع عند إحراز التزكيات المستحقة يفرض علينا كقطاع خاص، بل وقطاع مصرفي أن نسرع في التعامل مع التكنولوجيا المتقدمة؛ باعتبارها صمام أمان يضيف إلى أمننا المصرفي الإلكتروني لبنة جديدة على طريق طويل من المعاناة في سبيل الوصول إلى كل ما هو خلاق في عالم الحداثة والمعرفة، واستقدام كل ما هو مؤثر على حياتنا المعاصرة ليجعلها أبهى وأحلى، أزهى وأجمل، والله الموفق والمستعان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية