+A
A-

الموصل تنزف.. وأحزاب المدينة تتراشق و"تتناتش الصفقات"

منذ أسابيع ومدينة الموصل العراقية تنزف على وقع التفجيرات، وآخرها، التفجير الذي ضرب مساء الجمعة الجانب الأيسر من الموصل، مقابل أحد المطاعم، وأدى إلى مقتل شخصين بينهما طفلة صغيرة.

وعلى إثر التفجير، حمل نائب رئيس مجلس محافظة نينوى، نور الدين قبلان، المسؤولية إلى جهات سياسية "تكمن مصلحتها في عدم استقرار الموصل"، بحسب تعبيره.

يشار إلى أن الخلاف بين الأحزاب السياسية التي ينتمي إليها محافظ نينوى الحالي نوفل العاكوب (كتلة النهضة العربية ) والسابق أثيل النجيفي (تحالف القرار العراقي) ، تصاعد ليصل إلى درجة المطالبة بالقبض على النجيفي واتهامه بالتورط بتسهيل دخول داعش، فيما طالب الأخير رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي بإيقاف العاكوب عن العمل ومنعه من السفر لتورطه بمخالفات مالية غير مسبوقة فضلاً عن إهدار المال العام، في عملية فساد كبيرة.

وفي هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة للعربية.نت، أن محافظ نينوى الحالي نوفل العاگوب طالب السلطات بضرورة تنفيذ قرارات المحكمة الصادرة بإلقاء القبض على المطلوبين في قضية سقوط الموصل، ومن بينهم أثيل النجيفي الذي كان محافظاً لنينوى إبان اجتياح داعش، متهماً إياه بالتعاون مع التنظيم.

"تآمر الأحزاب على نينوى".. صفقات ومقاولات

وحول هذا الموضوع، أوضح الخبير في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي، بأن التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي لم يتبنها "داعش"، فضحت خيوط التآمر على محافظة نينوى بشكل عام، وبيّنت حقيقة عودة التفجيرات ودوافع استدعائها من جديد ودلائل توظيفها.

وأضاف الهاشمي، أن وجود خلافات سياسية ذات بُعد اقتصادي داخل نينوى بين إدارات الحكومة المحلية والأحزاب السياسية النافذة، يرجح احتمال صراع المصالح وغض البصر المتجذر بين الفاسدين والخلايا الإرهابية على وجه التحديد

إلى ذلك، أشار إلى أن الخلاف السياسي بين مسؤولي المحافظة وما تبعه من إهمال لبرامج التمكين الأمني والاستقرار، وغض الطرف عن تنفيذ برامج عودة النازحين وتعويض الأسر المنكوبة وإزالة المواد المتفجرة ورفع الجثث، وتطور إشكاليات معروفة وموثّقة ومُعترف بها، وسيطرة الفساد والتنافس على مشاريع ومقاولات الإعمار التي لم يتم حسمها بين طرفي الخصومة داخل محافظة نينوى، تدفع إلى الاعتقاد بأن الأهداف من وراء التفجيرات هي خلافات سياسية.

خلايا نائمة

في المقابل، قال مدير المركز العراقي للدراسات والبحوث الإعلامية ماجد الخياط لـ"العربية.نت: "إن عملية تحرير الموصل لم تكتمل، وإن هناك العديد من الخلايا النائمة التي قد تنتظر ساعة الصفر إذا تكررت السيناريوهات التي سبقت عام 2014 "عام اجتياح داعش للموصل".

وأضاف "أن النقلة الجديدة في العمليات الأخيرة، أتت لمعاقبة الأهالي ورفع مستوى الشكوك بين الأمن والمواطن وصدع الثقة بينهما".

كما بيّن الخياط، أن التفجيرات بواسطة السيارات المفخخة تشير إلى وجود مصنع تفخيخ وعناصر في الإدارة والتجسس ونقل الانتحاري داخل الموصل.