+A
A-

في سار.. يبدو المشهد "غير سار" !

على قطعة أرض في مجمع 522 بمنطقة سار التي تعتبر واحدة من أرقى المناطق السكنية في البلاد، بالإمكان مشاهدة أكوام من مخلفات البناء والأنقاض والمخلفات الزراعية، وبجولة سريعة في تلك القطعة، ستحيط بك بعض الحشرات ولربما شاهدت حركة بعض القوارض وهي تسارع للاختباء، حتى وإن أعجبك صوت تغريد الطيور وتراقص الأشجار، فالمشهد، في هذه القطعة وغيرها من المناطق من سار.. يبدو "غير سار" على الإطلاق.

لينعم الأهالي بالراحة

وبالطبع، ليس هذا هو المجمع الوحيد الذي يشكو فيه الأهالي من الإزعاج والفوضى وتداخل المشاريع التجارية مع السكنية والحاجة إلى خدمات بنية تحتية كشبكة المجاري وتخطيط الأرصفة، فهذا يشمل مجمع 517 و 525 ونواحي أخرى من المنطقة، ولك أن تتجول لتشاهد حركة نشطة في بعض المواقع التي تشهد إنشاءات مختلفة، غير أن الكثير من الأهالي يطالبون بضرورة إيقاف منح التراخيص للمشاريع الخاصة والتي تتحول فيها بعض الفلل والمباني إلى مشاريع وسط المناطق السكنية مما يسبب لهم الكثير من الإزعاج ذلك لأن ميزة المنطقة السكنية هي أن تكون هادئة لينعم الناس بالراحة في مساكنهم، لا أن تتحول إلى ميدان للآليات والشاحنات من ناحية، وتكدس مواقف السيارات من جهة أخرى، علاوةً على انعدام تنظيم الطرقات التي هي بلا أرصفة ثم تأتي مشكلة أخرى، وهي قيام العديد من العمالة الوافدة بالبيع المتجول، فالأهالي لا يمانعون من وجود مواقع للباعة الجائلين ولعربات المأكولات وغيرها، على أن تكون في مناطق محددة وبشكل منظم.

مشاريع تجارية وفوضى مرورية

قبل 5 سنوات على التقريب، سكن المواطن "نبيل شمس" في منزله الجديد وكان سعيدًا بالعيش في منطقة راقية وهادئة، لكنه اليوم يشاهد الكثير من المشاريع الخاصة في منطقته السكنية، فواحدة من الفلل تحولت إلى مشروع خاص ثم تعددت المشاريع مما يؤدي إلى فوضى مرورية لا سيما في الفترات المسائية.

مشاريع البنية التحتية

وربما لا يمثل موسم الأمطار مشكلة كبيرة نظرًا لقلته في هذا الشتاء، غير أن المواطن "عبدالله الساري" يلفت إلى ضرورة الإسراع في إنشاء شبكات الصرف الصحي في المنطقة وشبكة تصريف مياه الأمطار، حيث يقول أن قلة الأمطار لا تعني عدم أهمية هذه الشبكات، فعلى سبيل المثال، عندما هطلت كمية من الأمطار في شهر نوفمبر من العام الماضي 2018، تكونت مستنقعات عميقة وعملت آليات الشفط عدة أيام لشفط المياه وتضررت منازلنا كثيرًا، ومن المهم أن تحظى المجمعات السكنية في سار بمشاريع البنية التحتية والخدمات المطلوبة، أما بالنسبة للمشاريع التجارية فمن المهم أن يضم المخطط مناطق تجارية محددة ومدروسة حتى لا تتداخل مع المناطق السكنية.

المنطقة لا تحتمل المزيد

ومن جانبه، يصرح رئيس مجلس بلدي الشمالية أحمد الكوهجي بأن المشاريع ذات الطبيعة الخاصة أصبحت كثيرة في المنطقة، وبالطبع، لا يمكن قبول أن تتحول المناطق السكنية إلى مناطق تجارية، ونسعى بالتعاون مع وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني لإعادة النظر في التخطيط وعدم إعطاء المزيد من التصاريح للمشاريع الخاصة، فالكثير من المواطنين يعانون من الإزعاج بالفعل والمنطقة لا تحتمل المزيد من المشاريع بهذه الصورة لأنها أساسًا منطقة سكنية.

لجنة لتطوير سار

ويتطرق الكوهجي إلى أنه تم تشكيل لجنة لتطوير سار مع مجموعة من رجال الأعمال للمساهمة في تطوير الأرصفة وتنظيم العديد من المواقع، ومن بينها مقترحًا قدمه منذ العام 2016، لا يقتصر على منطقة سار فقط بل لجميع المناطق في البلاد، وهو مشروع توحيد نماذج الأرصفة بحيث تكون ذات صفة انسيابية ومنسقة لمنع التفاوت في الارتفاع بالأرصفة، ولله الحمد، فإن الوزارة متجاوبة مع متطلبات التطوير بالمنطقة.

ويؤكد الحرص على الحفاظ على المناطق السكنية بصورتها الصحيحة، فهناك مشاريع مهمة لا سيما على صعيد المداخل والمخارج وتطوير الشوارع والطرقات ومنها إنشاء جسر علوي على تقاطع سار بدعم من صندوق التنمية السعودي تصل كلفته إلى حوالي 12 مليون دينار، ويسهم في تخفيف الضغط المروري بنسبة تتراوح بين 70 إلى 80 بالمئة، ونعمل على إيجاد مداخل ومخارج لمناطق سار ومقابة والشاخورة من جهة مدرسة سانت كريستوفر، فيما بدأ العمل فعليًا في مشروع توسعة شارع 35 وهذا المشروع المهم سيسهم في تحقيق انسيابية أعلى للحركة المرورية.

ويختتم بالإشارة إلى أن كل الشكاوى والملاحظات التي يطرحها أهالي سار موضوعة في الحسبان، وسيتواصل العمل بالتنسيق مع وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني لوضع تصور جديد يحقق راحة المواطنين.