+A
A-

رشيد نكاز.. مرشح محتمل لرئاسة الجزائر أربك السلطة بجوال

بهاتف نقّال موصول ببث مباشر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، استطاع المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية رشيد نكاز ، حشد عشرات الآلاف من الجزائريين حوله خلال جولته الانتخابية المبكرة، وإرباك قوات الشرطة التي تدخلت أكثر من مرة لاعتقاله، وذلك في الوقت الذي تجتاح فيه الشارع مظاهرات معارضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى عهدة خامسة .

وصنع هاتف نكاز وصفحته على موقع فيسبوك الحدث في الجزائر، كونهما الوسيلتين الوحيدتين اللتين اعتمد عليهما في إدارة حملته الانتخابية، إذ يقوم يوميا بالإعلان المسبق لمختلف زياراته ونشر مختلف تحركاته على المباشر، حتى تحوّلت نشاطاته إلى "مسلسل يومي" يحظى بمتابعة الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومع أنه لا يملك خبرة سياسية ولا تاريخا نضاليا أو حزبيا، نجح "الملياردير" نكاز عبر هذه الطريقة البسيطة وغير المكلفة، في جمع الآلاف من حوله أغلبهم من الشباب، في مشهد ميداني عجزت أحزاب السلطة عن تحقيقه داخل القاعات المغلقة التي احتضنت نشاطاتها، وأمام وسائل الإعلام التي تكفلت بتغطيتها، وتحت حماية أجهزة الأمن.

رشيد نكاز بين حشود مؤيديه

وقد استطاع نكاز عبر مواقع التواصل الوصول إلى عدد كبير من المواطنين في مختلف جهات البلاد، أين قوبل باستقبال شعبي لم يحظَ به أي سياسي أو مسؤول في الدولة خلال السنوات الماضية، وحوّل بثّه المباشر على هاتفه الجوّال إلى "شاشة"، نقل من خلالها أصوات الشباب المهمش في الأحياء الشعبية المعزولة التي لا يصلها السياسيون.

غير أن هذا الرجل الذي يجوب الولايات منذ أن أودع طلب ترشحه للرئاسة، أربك الالتفاف الشعبي المتزايد حوله قوات الشرطة التي تدخلت أكثر من مرة لتوقيفه وإبعاده عن أنصاره، على غرار زيارته إلى الجزائر العاصمة التي انتهت بتوقيفه وإجباره على مغادرة العاصمة نحو ولاية الشلف.

ولكن رغم تحوله إلى "ظاهرة شعبية" لا مثيل لها في المشهد السياسي بالجزائر، فإنه ليس من المؤكد أن يقبل المجلس الدستوري مطلب ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية، لأنه يحمل الجنسية الفرنسية، وذلك رغم إعلانه التخلي عنها، حيث لا يقبل في ترشيحات الرئاسة الجزائرية إلا من لديهم "الجنسية الجزائرية وحدها" وفقا للدستور، كما أن الأحكام الدستورية التي أدخلت عام 2016، قد تعيق فرص وصوله للسلطة، إذ من الضروري "إثبات إقامة دائمة حصرية في الجزائر لمدة لا تقل عن عشر سنوات"، كما أن أي شخص حصل في وقت ما على جنسية أجنبية معرض للإقصاء.