نبحث عن أقرب موقف لنركن السيارة فيه لقضاء أي مشوار، نطلب الطعام عبر البرامج والتطبيقات الحديثة، نضغط على الزامور “الهرن” ليأتينا العامل الآسيوي بالكرك أو بغرض من البقالة!
لا نستخدم السلالم، ولا نقوم بمشاوير على الأقدام، نلتصق طوال اليوم بالمقاعد في العمل والمنزل، حتى يتمكن منا الكسل.
إنها الرفاهية بالمفهوم الخليجي، قلة الحركة وطلب الأشياء بضغطة زر، لا داعي لبذل مجهود أو حركة طالما تسير الأمور بهذه السهولة واليسر!
أما النتيجة، فهي فائض في معدلات السمنة وتفاقم أمراض الضغط والسكري، وغيرها من العاهات الصحية، فضلا عن وصول المخ إلى مرحلة متقدمة من الاضمحلال!
هل كان الماضي أفضل حالا من هذا الزمن على مستوى الصحة العامة، كانت أجسام الناس رشيقة وممشوقة. أما اليوم، فقد أصبحت مترهلة من قلة الحركة، وتغير أسلوب الحياة من الصعوبة إلى السهولة!
المشكلة الكبرى أن القليل من الناس لديهم الرغبة في ممارسة الرياضة بشكل يومي أو شبه يومي لحرق بعض السعرات الحرارية، وأما الأندية الصحية المنتشرة في كل مكان للقضاء على الدهون، فمن يرتادها - مع الأسف - ليس أكثر ممن يرتاد المقاهي!
لماذا هذا العزوف عن ممارسة الرياضة ولو بأبسط الأشياء، بالمشي أو الركض أو السباحة؟
أوليست الرياضة علاجا للجسم من الأمراض، وتنشيطا له من الخمول؟ حتى الحالة النفسية ومزاج الإنسان تنعشه الرياضة؛ لأنها واحدة من الأمور التي بإمكانها انتشال الأوجاع النفسية؟!
إذا كنت لا تمارس الرياضة، فأمامك اليوم فرصة لتستدرج عضلاتك الخاملة، دعها تستهلك “حمض اللاكتيك”، حاول أن تقاوم ترددك، ولا تدع الكسل يهزمك، فالأكيد أنك لن تفعل شيئا سوى الحفاظ على صحتك، فالعقل السليم في الجسم السليم.. هيا اخرج للشارع، وطالب بحقك في الحركة، واستمتع بالنشاط والعنفوان.