العدد 3761
الخميس 31 يناير 2019
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
تركوا السلمانية بحثاً عن العلاج!
الخميس 31 يناير 2019

قالت مصادر مطلعة إن قسم الأورام بمستشفى السلمانية الطبي قام بترخيص مرضى بسبب عدم توفر الأدوية اللازمة لعلاجهم، وطلبوا منهم العودة لمنازلهم، في الوقت الذي من المفترض أن يخضعوا للعلاج فورًا، وأوضحت المصادر عدم توفر دواء “لوكوفيرين”، والذي يستخدم لزيادة فعالية الأدوية الكيميائية كعقار مساند، ودواء “فلودارابين”، ويتم استخدامهما لعلاج مرضى سرطان الدم “اللوكيميا”، وسرطان القولون.

أسبوعان منذ أن نفدت جميع كميات الأدوية المذكورة من صيدلية ومخازن المستشفى، وهو ما أدى لتأخر علاج المرضى، وتسبب في تدهور حالتهم الصحية.

أشار تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية الأخير إلى أن لجنة ضبط وترشيد الإنفاق وتعزيز الدخل والإنتاجية بوزارة الصحة قامت بتقليل كميات الاحتياجات المخطط لها من قبل قسم إدارة المخزون لمناقصات شراء الأدوية بصورة جوهرية، ما ترتب عليه نفاد مخزون بعض الأدوية من المخازن وأثر سلبا على قدرة الوزارة على تلبية احتياجات المستخدمين!

المضحك في الأمر أن فقدان الأدوية وعدم وجودها لا يعادله سوى فقدان الحلول للأسباب.

من الغرائب أن يغادر المرضى السلمانية بحثاً عن العلاج، بدلاً من أن يلجأوا إليها بحثاً عنه، هل ننشغل بالأمثال وننسى المنهج! فعدم وجود العلاج مجرد مثال على خلل في المنهج، وما لم نحل القضية من جذورها ستتكرر المشكلة ولكن بصور مختلفة.

لم أتفاجأ بالمشكلة، بل لن أستغرب لو حدث ما هو أسوأ منها في قابل الأيام، والسبب بسيط، فطعام الواحد قد يكفي اثنين وربما ثلاثة ولكن يقيناً لن يكفي أكثر، واللبيب بالإشارة يفهم.

كررناها مرارا ولن نمل من تكرارها، لا ينبغي حرق دينار من أجل البحث عن درهم، فالزيادة غير المعقولة وغير المبررة في عدد السكان والتي لا نجد من يكترث بها حتى اليوم، ستكون وبالا علينا في الغد، عندما يتسع الخرق على الراقع.

ليس من المعيب أن ندخل نفقا خاطئا، لكن الغريب أن نستمر فيه، وحل الرائحة الكريهة ليس برش معطر الجو، بل بعلاج منبع الرائحة، كذلك مشاكلنا التي بدأت تتفاقم، لا يكفي فيها حل كل مشكلة على حدة عندما تقع، بل حل أسباب وقوعها حتى لا تتكرر.

وختاماً، ألم تلاحظوا أنني لم أتكلم عن أصل المشلكة أي علاج مرضى السرطان، لأن الموضوع ببساطة ليس سوى صورة من صور المشاكل التي وصلت إلى مرحلة نعجز عن مجرد سردها، فكيف بحلها؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .