+A
A-

الأتارب في قبضة "النصرة".. وفصائل البلدة تفر إلى عفرين

بعدما عززت "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقاً، ذراع القاعدة في سوريا) وجود قواتها على أطراف بلدة الأتارب بريف حلب، معقل ثورة الشمال، من 3 محاور، تمكنت أخيراً صباح الأحد، وبعد أنباء عن تسوية أو اتفاق تم بين الهيئة والفصائل، من اقتحام البلدة التي كانت تخضع لسيطرة فصائل من المعارضة السورية المسلّحة (بينها "بيارق الإسلام" و"ثوار الشام" أحد أذرع حركة نور الدين الزنكي).

وقالت مصادر ميدانيّة  إن "نحو 400 من المحلات التجارية في المنطقة الصناعية بالبلدة أغلقت أبوابها أمام الزبائن خوفاً من الهيئة التي فرضت سيطرتها عليها صباحا، بالإضافة لبعض محلات المواد الغذائية".

وأكدت المصادر نقلاً عن الأهالي أن "اقتحام البلدة، أثار الرعب بين السكان، فيما حاولت فصائل المعارضة الانتشار في البلدة لصدّ أي هجوم محتمل من قبل الهيئة".

كيف تمّت المفاوضات؟

وتعرضت البلدة منذ السبت، لقصفٍ بالأسلحة الثقيلة، استمرّ حتى فجر الأحد.

وعقب ذلك طلبت الهيئة من المعارضة المسلّحة إرسال وفد للتفاوض معها، للبث في مصير البلدة.

وأشارت مصادر من المعارضة المسلحة لـ"العربية.نت" إلى أن "عملية التفاوض بين المعارضة المسلحة والهيئة تمّت في جلستين".

ووفق تسريبات من مقاتلي المعارضة الذين ينحدرون من بلدة الأتارب، فإن الهيئة اشترطت تسليمها أشخاصا شاركوا في الثورة السورية منذ اندلاعها منتصف آذار/مارس من العام 2011.

وبحسب تلك التسريبات فإن "من بين المطلوبين لدى الهيئة، امرأة مسنة، تبلغ من العمر 82 عاماً، لضلوع أولادها بالمشاركة في الثورة.
وكشفت مصادر لـ "العربية.نت" أن "أولاد هذه المسنة، معروفون بمناهضتهم للتنظيمات المتطرّفة، وأنها قد حملت أعلام الثورة في وقتٍ سابق في تظاهرات مناوئة لنظام الأسد"، الأمر الذي جعلها هدفاً للهيئة.

ولم ينجح الطرفان في الجلسة الأولى من المفاوضات، بالوصول إلى حلٍ يرضي الطرفين، لتعاود الهيئة بعد ذلك قصف البلدة بالآليات الثقيلة مرة أخرى.

وفي الجلسة الثانية من المفاوضات، رفضت فصائل من المعارضة المسلحة من سكان الأتارب تسليم سلاحها إلى الهيئة وحلّ نفسها، ما ترك أمامها خيار الانتقال لمدينة عفرين وريفها، والتي تخضع لسيطرة فصائل موالية لأنقرة منذ آذار/مارس من العام الماضي.

وتلت التسوية المبرمة بين الطرفين خروج مئات المقاتلين من بلدة الأتارب باتجاه مدينة عفرين، مع عدد من أفراد عائلاتهم، في ما تتحضر جماعاتٍ مسلحة أخرى، للخروج من البلدة في الساعات المقبلة.

ورجحت المصادر أن العدد التقريبي للمقاتلين الذين توجهوا لعفرين، يقدر بنحو "150"، مشيرة إلى أن "هذا الرقم يشمل المقاتلين فقط، ولا يضمن أشخاصاً من عائلاتهم".