العدد 3733
الخميس 03 يناير 2019
banner
الخدمات الطبية في مستشفى السلمانية
الخميس 03 يناير 2019

باتت الخدمات الطبية التي تقدم في مستشفى السلمانية قضية تؤرق الكثير من المترددين والمرضى، ولا أدل على هذا من عدد الشكاوى في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، كما حفل تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية بعدد من الملاحظات حول التجاوزات في الحقل الطبيّ، ولعل أشدها تفاقم الأخطاء الطبية التي أفضى بعضها إلى الوفاة حيث بلغ عددها خمس وفيات، لذا نعتقد أنّه لابد من اتخاذ إجراءات حازمة وكفيلة بتصحيح الأوضاع في كل المرافق التابعة للوزارة.

الحديث عن الخدمات الصحية يقودنا بالضرورة إلى مناقشة صريحة لواحد من أهم المرافق بالسلمانية، ونعني قسم الطوارئ، ومن تشاء أقداره أن يزور القسم لابدّ أن يشعر بغياب عنصر التعامل الحسن، حيث إنّ التعامل مع المترددين على الطوارئ يفتقد أبسط مبادئ المعاملة الإنسانية، ربما يبرر العاملون في الكوادر الطبية والتمريضية بأنّ الضغط على القسم هو السبب المباشر وراء عصبية الأطباء، ما يدفع البعض منهم إلى ممارسة العنف اللفظي تجاه المرضى، وإذا افترضنا جدلا أنّ ما يساق من أنّ هناك أعدادا هائلة ممن يتم تحويلهم إلى الطوارئ بشكل يومي من المراكز الصحية فلا يمكن تقبل أنّ يتعرض أي مريض لأي شكل من أشكال الإهانة.

في اعتقدانا، إنّ العامل الأكبر في الفوضى التي تشهدها السلمانية عائد بالدرجة الأولى إلى غياب المفهوم الإداري، فالزائر لا شك أنه يشعر بأنّه لا توجد هناك إدارة بالمعنى المتعارف عليه، بين الفينة والأخرى تجرى استبانات للوقوف على مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطن والمحزن أنّ الذي يلمسه أي إنسان هو البطء، وإذا شئنا الدقة الإهمال، فالذي هو غير منطقي أن يبقى أي مريض زهاء الساعة وربما أكثر حتى يتم تحويله على الطبيب مهما كانت الحالة الصحية، ثم إنّ وزارة الصحة تعاني من نقص في الكوادر الطبية، والمفارقة أنّ هناك عددا من الأطباء الاستشاريين وافقت الوزارة على تقاعدهم رغم أنّ الوزارة بحاجة إلى خدماتهم... ولا ندري لماذا يتم التفريط في الكفاءات الوطنية بهذه السهولة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .