+A
A-

أول ميزانية في تاريخ السعودية تتضاعف اليوم 80 ألف مرة

شهد النمو المالي منذ تأسيس السعودية، حراكاً متعدداً وواسعاً، لذا تم إنشاء وزارة المالية كأول وزارة أنشئت في السعودية الحديثة، وكان وزيرها عبدالله بن سليمان الذي يعد أول وزير في تاريخ الدولة السعودية.

أول مرة أعلنت فيها السعودية ميزانيتها كانت قبل نحو 88 عاماً، وبلغت 14 مليون ريال، وبالمقارنة مع ميزانية السعودية اليوم فقد قفزت إلى 80 ألف ضعف، لتصل إلى 1.1 تريليون ريال.

وكانت إيرادات المالية قبل إعلان الميزانية الرسمية في عام 1352 هـ، تعتمد على الجمارك والجوازات وأموال الزكاة، وإيرادات الحج، وهي موارد ضعيفة ولا تحقق رؤية المؤسس في ذلك الوقت، وهو ما جعل النفط والتنقيب عنه هاجساً، حتى أوجد على أرض الحقيقة.

أول ميزانية في تاريخ السعودية

شهد عام 1352 بعد توحيد البلاد بعام واحد، صدور أول ميزانية للدولة في ذلك الوقت، بعد قرار الملك عبدالعزيز تأسيس وزارة المالية وتعيين ابن سليمان وزيراً لها، وقد بلغت ميزانية ذلك العام 14 مليون ريال.

ويصف المستشرق عبدالله فلبي في كتابه "40 عاماً في البرية"، تفاصيل تلك الميزانية التي صدرت، في بداية تأثير النفط على الميزانية السعودية، وهو يصف إيرادات النفط التي تصل لأكثر من 13 مليون جنيه، في حين تفوق نفقات الدولة هذا الرقم، حيث تصل النفقات لأكثر من 17 مليون جنيه إنجليزي كما كان يسمى وقتها.

ويستطرد "فلبي" في وصف المصروفات والإيرادات المالية للسعودية بعد توحيدها، وبعض الأرقام للوزارات الخدمية، والتي لا تتجاوز المليون جنيه في ذلك الوقت.

ويقول: "إن الولايات المتحدة ما بين عام 1954 و1955 أعلنت استعدادها لتقديم قرض بقيمة 25 مليون جنيه، لكن هذا القرض لم يكن على شكل سيولة بل عينياً، ما بين أرز وسكر و20 ألف طن من القمح والدقيق وسيارات عسكرية".

وأضاف فلبي: "بعد سنوات رجعت للرياض من رحلة طويلة فوجدت الملك عبدالعزيز مشغولاً في العديد من مشاريع التنمية، وكان عبدالله بن سليمان قد رفض القرض الأميركي البالغ 25 مليون دولار لتغطية نفقات المواد الغذائية".

ويضيف فلبي أن ابن سليمان كان يقوم بجولة في الولايات المتحدة، وتمكن من التوقيع على اتفاقية للحصول على قرض بعشرة ملايين دولار، تدفع نقداً إلى الخزينة السعودية، وذلك لتلبية متطلبات مشاريع مختلفة مثل محطة كهرباء الرياض، وبناء مستشفيات في الرياض والطائف وتحسين ميناء جدة.

ميزانية 2019

تعد ميزانية السعودية هذا العام الأعلى في تاريخها حيث بلغت 1.1 تريليون ريال، وفيه يشير الاقتصادي والمالي فضل البوعينين إلى أن النمو في الميزانيات كبير ولا يمكن تخيله.

وقال البوعينين: "إن هناك ارتباطاً وثيقاً في حجم دخل الدولة وإنفاقها العام على تنمية الإنسان والمكان، وهذا يشكل محور اهتمام القيادات السعودية التي أعادت إنفاق دخل الدولة على التنمية وجعلت المواطن محوراً لها".

واستطرد البوعينين: "منذ تتابع الميزانيات في التاريخ السعودي، كانت بداية القفزات في عهد الملك خالد وفي عهد الملك عبدالله هي الأضخم إنفاقاً، فيما يعد في عهد الملك سلمان أضخم ميزانية تقديرية في بداية السنة".