العدد 3694
الأحد 25 نوفمبر 2018
banner
جواهر عربية
الأحد 25 نوفمبر 2018

على مدى ثلاثة عقود وربما أكثر، وعندما يحل شهر نوفمبر من كل عام، تتعلق أنظار الناس بمركز البحرين الدولي للمعارض، حيث المعرض الدولي السنوي لـ “الجواهر العربية”، وعلى مدار هذه السنوات الطويلة، لم يتأخر رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه، عن رعاية هذا الحدث الاقتصادي الكبير، بل إن حرصه كان رائعًا عندما تقدّم بنفسه جموع المشاركين في هذا المعرض، يسأل العارضين، يتحاور معهم، يتفقد المعروضات، ويقف بدقة على كل شاردة، وكل واردة تتعلق بهذه التظاهرة التجارية المثيرة.

سموه يدرك قبل غيره أن البحرين العريقة في زمانها، والبعيدة القريبة في حضارتها، تعتبر الذهب واللؤلؤ والمجوهرات العربية الأصيلة أيقونتها المتلألئة عبر السنين، وأن الذهب البحريني الذي اشتهرت به أرض دلمون يُعد من أنقى وأرقى أنواع الذهب في العالم.

من هنا كان إصرار الأب الرئيس على أن يمكث في العديد من الأجنحة، ليقف سموه عن كثب على ما تحتويه المعروضات من ذهب أصلي غير قابل للتقليد، ومن مشغولات عبقرية لا يمكن لغير البحرينيين إتقان جودتها، واستلهام أشكالها ومعانيها ومضامينها المعبرة عن الزمان والمكان والإنسان.

الجواهر العربية لم تعد ذهبًا خالصًا يتغنّى به أصحابه، أو لؤلؤًا نفيسًا، أو حجرًا كريمًا من الاستحالة تكراره في أبجدية الزمان وجغرافية المكان، لكنه فن رفيع تظهر من خلاله ثقافة الإنسان، وتبرز منتجاته عن طريق القدرة الذهنية على سرد قصص وبطولات مصدرها الرئيسي بلادنا العربية، ومنبت رحمها هي منطقتنا الخليجية.

نحن ندرك أن الشركات كانت في سباق محموم، وتنافس شريف من أجل أن تعرض أفضل ما عندها على مدار السنين، ونحن نعرف أن معرضًا بهذا الحجم والفخامة، ومعروضات بهذه القيمة والبراعة ما كان لها أن تشهد هذا التألق الفريد إلا إذا كان الاهتمام من أعلى رأس في الحكومة متقدمًا على جميع المشاهد، وإلا إذا أدرك الجميع أن تفوقه فيما يعرضه من مشغولات ومنتجات ذهبية وجواهر عربية، سوف يستحوذ على تقدير وإعجاب الزائرين من كل حدب وكل صوب.

لذا، فإن سموه أبى إلا أن يتوقف عند جناح مجموعة الحواج مطلقًا حفظه الله، على لحظة التلاقي بـ: ختامها مسك، وبالفعل مكث الأب الرئيس معنا أكثر من نصف ساعة محاورًا ومتفقدًا وسائلاً ومنصتًا، حتى أن الختام كان مسكًا وعبيرًا فاحت رائحته في كل مكان، وغطت أصداؤه أرجاء المعرض الكبير.

شكرًا لك يا صاحب السمو على وقفتكم الجليلة بجانب تجارنا، وخلف تجارتنا، عونًا لها وصنوان أمان وازدهار للقائمين عليها، وسندًا وعضدًا لكل محاولة للسعي نحو إعادة البحرين لمكانتها القديمة تجاريًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا، فما كان يمكن أن يتجلى مجددًا، حيث صناعة التاريخ قدرة، وإعادة صناعته براءة اختراع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .