+A
A-

مهرجان الشارقة السينمائي يناقش تاريخ الفنّ السابع

ناقش مهرجان الشارقة السينمائي للطفل في دورته السادسة، الخميس الماضي، أهم المنعطفات التاريخية التي مرّت بها السينما، وذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "السينما بين الأمس واليوم، استضافها على هامش فعالياته التي تستمر خلال الفترة من 14 وحتى 19 من أكتوبر الجاري في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بالشارقة.
 
واستضافت الندوة التي أدارها الصحفي محمد أبوعرب كلّ من الفنان حمد الشهابي، عضو لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، والمخرج محمد إبراهيم عضو لجنة تحكيم أفلام الطلبة، الذين جالو على الحضور بسرد تاريخي لأهم ما مر به الفن السابع، موضحين الخط الزمني لابتكار هذا النوع المهم من الفنون، الذي وصفوه بأنه فنّ شامل يمتلك قدرة كبيرة على إيصال المضامين الجمالية والابداعية كونه يمتلك العديد من الخيارات الفنية المتنوعة.
 
واستهل الشهابي حديثه بالإشارة إلى تاريخ صناعة السينما والخدمة الكبيرة التي قدمها الفرنسيان الاخوة لوميير، أول مبتكري السينما، ودورهم في صناعة السينما الحديثة، كما مرّ الشهابي على صناع السينما الذين بدأوا مسيرة الاشتغال على هذا النوع من الفنون والتغيير الذي أسهمت فيه على صعيد ابتكار الأدوات الخاصة بالتصوير السينمائي، ومهدوا الطريق نحو وجود السينما بشكلها الحالي.
 
وتابع الشهابي:" إن صناعة السينما في عصرنا الحالي مرت بالكثير من الظروف والمعوقات أهمها قلة الموارد التقنية حيث كان يستخدم في صناعة الأفلام في السابق مواد بدائية تحتاج إلى جهد كبير للوصول إلى لقطات احترافية ما عمل على إيجاد صعوبات على صناع السينما لكن مع توالي السنوات والتطورات بات هناك موارد ومعدات سينمائية اكثر تطوراً وحداثة ساهمت في تسهيل عملية انتاج الأفلام السينمائية".
ومن جانبه أشار المخرج محمد إبراهيم إلى أن السينما خاضت تجربة كبيرة بما يتعلق بقلة التقنيات والأساليب المستخدمة في صناعتها مشيراً إلى وجود الكثير من المعوقات التي كانت تواجه صنّاع السينما في السابق، الذين بحثوا عن خيارات اكثر تطوراً وانتقلوا من أساليب تقليدية إلى خيارات أكثر حداثة مافتح الباب أمام حالة من التطور اللافت في هذه الصناعة.
 
وتابع:" الزمن الان اختلف، الآلة الصغيرة باتت قادرة على انتاج أفلام ذات جودة عالية، وهذا امر مهم جادت علينا به التقنية الحديثة"، حيث أن أي شخص في عصرنا الحالي يستطيع أن يبكر فيلمه الخاص اذا امتلك الرؤية والابداع الخاص به، فالهاتف على سبيل المثال يمتلك قدرة على التصوير والتقطيع وخلافه، كما أن التطور الذي تشهده شبكة الانترنت عمل على توسيع نطاق النشر ليجد كل من يبحث عن أي مواد سينمائية ضالته في الكثير من المواقع".
 
ومن جانبه تطرق الشهابي إلى الحديث عن واقع السينما العربية، حيث أشار إلى الدور الذي لعبت مصر واصفاً إياه بالكبير والمؤثر في ازدهار السينما العربية، موضحاً إلى أن السينما العربية لم تبدأ بعناصر عربية بحتة لكنهم استعانوا بخبرات أوروبية وذلك طلباً للخبرات وتوسيعاً للمهارات باعتبار السينما عمل تعاوني وتشاركي وهذا ما فتح المجال على انتاج غزير للسينما المصرية التي لفتت الأنظار إلى السينما العربية بشكلها الواسع.
 
وتابع الشهابي:" للأسف البلاد العربية تفتقر للإنتاجات السينمائية، الخليج لا يمتلك صناعة حقيقية للسينما وهذا أمر يجب العمل عليه والاهتمام بتطوريه خصوصاً أن المنطقة العربية تمتلك الكثير من الموارد والابداعات الكامنة في ممثلين ومنتجين ومخرجين صاعدين يتوقع منهم أن ينهضوا بواقع السينما العربية نحو مجالات أرحب".
 
وفي ذات السياق أشار المخرج محمد إبراهيم إلى أن لكن ما يتم تنظيمه من  فعاليات واحداث سينمائية تُعنى بتسليط الضوء على ابداعات الأجيال الجديدة كمهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل الذي وصفه بالمنصة المهمة والمحفزة للمواهب يعود بالنفع على واقع صناعة السينما في المنطقة الخليجية والعربية على وجه عام"، لافتاً إلى ضرورة حشد الأفكار والابداعات يسهم في إيجاد سينما مهمة ومبدعة وهذا ما تتطلبه السينما الخليجية.
 
وتابع: يوجد فوارق كبيرة بيننا وبين السينما العالمية، وهو كبير، لكن ليس من الصعب تجاوزه، إذ علينا أن نؤمن بأننا قادرون على الوصول والارتقاء بالسينما كوننا نمتلك المعدات والتقنيات والمستلزمات والأهم أننا نمتلك الأشخاص المبدعين الذين يمتلكون الطموح والعزيمة، لكنهم يحتاجوا إلى التدريب والاهتمام بشكل أكبر".