+A
A-

قصة "الرد" السوري الأشهر على 200 غارة إسرائيلية!

أعلن مسؤول إسرائيلي، الثلاثاء، أن جيش بلاده نفّذ أكثر من 200 عملية عسكرية على الأراضي السورية وضد أهداف إيرانية، خلال العامين الماضيين، مع إشارة مصادر إقليمية إلى أن أولى تلك العمليات بدأت مع العام 2013، عندما استهدفت قافلة عسكرية يشتبه بأنها تنقل أسلحة لـ"حزب الله" اللبناني التابع لإيران، فقال رئيس النظام السوري بشار الأسد، إن الرد عليها، مستقبلاً، سيكون "استراتيجياً"، مؤكداً أن "الرد المؤقت ليس له قيمة، وسيكون طابعه سياسياً". وقال لقناة "المنار" الناطقة باسم ميليشيات "حزب الله" اللبناني، في شهر مايو/أيار عام 2013: "لقد أبلغنا جميع الجهات، أننا سنرد في المرة القادمة!".

عمليات عسكرية على سوريا.. دون رد

يشار إلى أن الأسد، بعد شهرين من تصريحه بأن لا قيمة للرد المؤقت على إسرائيل، أعطى أوامره بالرد صاروخيا على الطائرات الإسرائيلية، حسب ما نقل عنه. ثم تتابعت العمليات العسكرية الإسرائيلية التي بلغت 200 عملية بدون رد سوري، حيث الاحتفاظ بحق الرد، هو الجملة التي تتكرر سواء في بيانات النظام العسكرية، أو التي تصدر من وزارة خارجيته، أو مسؤولين في نظامه، أو ما يقوله حسن نصر الله، أمين عام ميليشيات "حزب الله" اللبناني التابع لإيران.

وجاءت آخر عملية عسكرية نفّذتها إسرائيل على مواقع عسكرية إيرانية في سوريا، الثلاثاء، واستهدفت أكثر من مكان ما بين محافظتي طرطوس و"حماة"، اعترف النظام السوري بحصولها، مؤكداً مقتل شخص وإصابة أربعة.

وكان سبق الغارة الإسرائيلية، الثلاثاء، غارة أخرى، يوم الأحد، استهدفت مطار المزة العسكري، إلا أن نظام الأسد، نقل أكثر من رواية عن التفجير الذي ضرب مطاره الواقع غربي دمشق، لم يكن في أي منها اعتراف بعملية عسكرية أو هجوم أو تعرض لقصف، بل عطل كهربائي، بحسب الرواية الأولى للنظام، ثم خطأ بشري، بحسب روايته الثانية.

ويظهر تأكيد المسؤول الإسرائيلي بقيام بلاده، بشن 200 عملية عسكرية في سوريا، خلال العامين الماضيين، أن النظام السوري لم يعترف إلا بعدد ضئيل منها. فحسب المواقف الرسمية المعلنة من طرف النظام السوري، فقد علّق وأصدر بيانات رسمية، على قرابة 30 عملية عسكرية إسرائيلية، فقط.

ولم يأت المكان والزمان المناسبان للرد!

وفيما بقيت غالبية العمليات الإسرائيلية البالغة 200، والتي اعترف بها المسؤول الإسرائيلي، مجهولة المكان والزمان، ولم يتطرق إلى تفاصيلها الدقيقة، فإن رد النظام السوري على الغارات الإسرائيلية على بلاده، اقتصر على التهديد والقول إن الرد سيأتي في المكان والزمان المناسبين، تلك العبارة الشهيرة التي "يتندر" عليها سياسيون سوريون وعرب وناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، نظراً لاستعمالها الكثير الورود من قبل شخصيات في النظام، دون أن يتم الرد، فعليا، خارج تلك البيانات التي يطلقها إما الناطق العسكري باسم جيش النظام، أو وزير خارجيته وليد المعلم، أو ما يقوله رئيس النظام نفسه، رداً على الغارات الإسرائيلية.

وكان أول تهديد أطلقه نظام الأسد، تم التطرق فيه إلى إسرائيل، خلال سني الأزمة السورية الحالية، هو عندما هدد الرئيس الأميركي باراك أوباما، بضرب قوات النظام السوري، ردا على استعماله السلاح الكيمياوي، في الغوطة الشرقية. فقال وليد المعلم، وزير خارجية الأسد، إن الضربة الأميركية لو حدثت، فإن إسرائيل لن تكون بعيدة عن تداعياتها.

وقال المعلم إن سوريا "سترد على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراضيها، في الزمان والمكان المناسبين"، في رد منه على الغارة التي شنتها إسرائيل، بتاريخ 30 يناير/كانون الثاني 2013، على قاعدة عسكرية يشتبه بأنها مقر نقل سلاح لـ"حزب الله" ويشتبه بوجود مواد كيمياوية في مخازنها.

الأسد سيرد على أي اعتداء جديد.. ولا جديد!

وقال رئيس النظام السوري، رداً على تلك الغارة، سنردّ على "أي اعتداء (إسرائيلي) جديد".

وهزّت انفجارات عنيفة ضواحي العاصمة السورية دمشق، جراء قصف صاروخي إسرائيلي، في شهر مايو/أيار من ذات العام، مستهدفاً مركز البحوث العلمية في "جمرايا" في ريف دمشق، وموقعاً عسكريا في منطقة "الصبورة" على طريق دمشق بيروت. فعمّم نظام الأسد، بياناً رسمياً حول القصف الإسرائيلي، قائلا إنه جاء "بعد نجاح إحكام الطوق على الغوطة الشرقية" ودون أن يتطرق البيان إلى ما سبق وأكده الأسد والمعلم، بأن بلاده ستقوم بالرد على أي هجوم إسرائيلي جديد.

النظام السوري يحتفظ لنفسه بحق الرد..

وقامت إسرائيل، بحسب ما اعترف به النظام السوري، بعمليتين عسكريتين على الأرض السورية، عام 2014، واحدة أسقط فيها طيارة بدون طيار لجيش النظام فوق الجولان المحتل، وأخرى كانت عبارة عن غارتين قرب مطار دمشق الدولي. خرج بعدها الناطق العسكري، في بيان متلفز، قائلا إن سوريا تحتفظ لنفسها بحق الرد.

أما عام 2015، وحسب ما اكتفى إعلام النظام السوري، بالاعتراف به، فقامت إسرائيل بعمليتين عسكريتين، إحداهما أدت لمقتل اللبناني سمير القنطار، وثانيهما، غارة في الجولان المحتل، أدت لمقتل عدة عناصر من "حزب الله" اللبناني وأحد ضباط الحرس الثوري الإيراني.

حسن نصر الله ينتظر المكان والزمان المناسبين للرد!

يشار إلى أن حسن نصر الله، أمين عام "حزب الله" اللبناني، قد هدّد في ظهور متلفز، بالرد على قيام إسرائيل، بقتل سمير القنطار الذي كان يتولى مسؤوليات عسكرية كثيرة لصالح "حزب الله"، وتوعّد بالانتقام لمقتله: "في المكان والزمان وبالطريقة التي نراها مناسبة. ونحن في حزب الله سنمارس هذا الحق".

وشهد عام 2017، أكبر نسبة اعتراف من النظام السوري، بعمليات عسكرية إسرائيلية على سوريا، فأقر بحصول 12 غارة وقصفاً استهدفا مطار المنطقة المحيطة بمطار المزة العسكري، وأسلحة متطورة منقولة إلى "حزب الله" قرب تدمر، وسط سوريا، وكذلك قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف مستودع للحزب، قرب مطار دمشق. وأصدر نظام الأسد عدة بيانات على لسان ناطقه العسكري، ردا على تلك الهجمات، اكتفى فيها بتحذير إسرائيل من "تبعات" هذه الأعمال العسكرية.

وقال رئيس النظام السوري بشار الأسد، في رد منه على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف أسلحة كانت في طريقها لـ"حزب الله" قرب تدمر وسط سوريا، لوسائل إعلام روسية: "من واجب الحكومة الدفاع عن سيادة أراضيها والدفاع عن سوريا".

بشار الجعفري يدين قصف إسرائيل بأشد العبارات!

وقصفت إسرائيل بطائرات من طراز (إف 15) مطار (التيفور) وسط سوريا، في شهر أبريل/نيسان، من عام 2018. وقال بشار الجعفري، مندوب النظام الدائم لدى مجلس الأمن، في جلسة علنية متلفزة، إن بلاده "تدين بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الغاشم على مطار التيفور".

وكانت العملية الأوسع لإسرائيل، على الأراضي السورية، خلال سنوات الحرب السورية الأخيرة، في شهر فبراير/ شباط عام 2018، حيث قامت باستهداف 12 موقعاً وهدفاً ونقطة عسكرية، سقط لها خلالها طائرة من طراز (إف-16) في شمال إسرائيل.