العدد 3586
الخميس 09 أغسطس 2018
banner
قهوة الصباح سيد ضياء الموسوي
سيد ضياء الموسوي
برلمان 2014 كان الأضعف
الخميس 09 أغسطس 2018

كأن بإمكان برلمان 2014 أن يكون الأقوى لو أنه استخدم كل صلاحياته وأدواته، ففي عالم السياسة ليست القوة في القانون بقدر القوة في المناخ. كان المناخ مهيأ لأن يتم رفع السقوف، والوصول إلى نقد أداء الوزارات أو حتى الاستجواب لأي وزير، لكن الذي حدث أن النواب الذين يشكلون الاستجواب هم من يسقطونه بعد أيّام مع ابتسامات موزعه، ومن تنتفخ أوداجهم غضبا على قضية ما أو ملف ما هم من يقابلونها في اليوم آخر بقبلات الغرام حتى راحت تترسخ قناعة عند كثير من المجتمع البحريني أننا أمام “شو” برلماني، وتلوين في الكلمات، وإن لم يكن هناك مانجو يقطفه الناس.

لا أدعي تمثيل الحقيقة، ولكن قناعتي أن برلمان 2014 ليس فقط لم ينجز، بل قام بعرقلة أي ملف يقاد إلى نجاح، بل راح يستعرض قضايا هامشية لا توفر خبزا ولا تقلل من صخرة التقشف الذي يحملها المواطن على صدره.

برلمان 2014 أنتج خيبات كثيرة، وهو الأضعف من ناحية الأداء، وأيضا هو الأكثر غزلا ونعومة مع الوزراء على الإطلاق. وقد تلحظون ذلك من خلال التصريحات، وتوزيع باقات الورد والابتسامات المتبادلة.

من حق النائب أن يتبادل الغزل أمام إنجاز أي وزير، قد نجد نوابا قليلي الظهور في الإعلام أو يكاد ليس لهم تصريحا إلا نادرا، لكنهم يعملون للناس بقلب وحرقة، ومثل هؤلاء ما يراهن عليهم.

أما بالنسبة للمشاركة البرلمانية، ففي اعتقادي برلمان 2018 هو الأهم من جهة أن حريق الإقليم مازال مشتعلا يستدعي وقوف برلمان قوي مع ما يَصب في مصلحة البحرين. وأما داخليا، فهناك وضع اقتصادي ضاغط يستدعي وصول نواب شرسين في الدفاع عن ملفات المجتمع البحريني. فعلى المجمتع البحريني بكل أطيافه الدخول والمشاركة بقوة وعدم سماح للمنغصات خصوصا الفئوية منها، وعدم تفويت فرصة إيصال نواب وطنيين لا نواب علاقات عامة، أما إذا استخف أي ناخب بصوته أو أهمل أو قاطع أو انتخب مرشحا من منطلق طائفي، فاليتحمل تبعات ذلك من مجلس نوابه سيكونون مع الشو وضد ملفات الناس لا سمح الله.

أقول لكم من منطلق المصلحة الوطنية، لا تسمحوا لأي أحد، ولا توصلوا أي مرشح أو أي نائب يريد إعادة ترشيح ذاته، وهو لم يحقق شيئا لكم لا تشريعا ولا خدمات، فالوضع الاقتصادي الذي تعيشونه لا يسمح لأن يكون برلمان 2018 على شاكلة برلمان 2014.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .