+A
A-

المجلات الثقافية العربية القديمة .. حضارة عريقة كريمة المعدن

لقد شهدت فترة الستينات والسبعينات ازدهار المجلات الثقافية العربية التي كانت تخاطب المواطن العربي في كل مكان من المحيط إلى الخليج وكانت مع المد الثقافي وتتحدث بطلاقة مع المبدعين بكل حرية وصدق وإخلاص وعفوية وفتحت أبوابا كثيرة للأدباء والمفكرين العرب للوصول إلى العالمية " الشعراء والقصاصون والنقاد والمسرحيون والموسيقيون وغير ذلك " . مجلات تحسست طريقها إلى المثقف العربي واقتربت من همومه ومشاكله وقضاياه وتعرفت على احتياجاته ورغباته وكانت بحق رفيعة المستوى في مادتها وإخراجها رغم بساطة الإمكانيات آنذاك ، وكان للأديب البحريني حضور قوي ومساهمات في تلك المجلات وكون معها علاقة حميمة من الود والثقة ، فهي كانت أشبه بالمنتدى الذي يلتقون فيه جميعا . بعض تلك المجلات صمدت في مواجهة الزمن والتكنولوجيا  وسارت مع التجديد والابتكار وبعضها تنازلت عن حياتها وأغلقت أبوابها ، ومن تلك المجلات الثقافية العربية التي استقطبت كبار كتابنا العرب واحتفت كذلك بالبراعم الجديدة في عالم الأدب ووضعت الحوافز أمامهم:

" مجلة الآداب اللبنانية  لصاحبها الدكتور سهيل إدريس " " مجلة " الطليعة " " مجلة المعرفة " " مجلة الفكر للتونسي محمد مزالي ورئيس تحريرها البشير بن سلامة " " مجلة الطريق السورية " " مجلة أدب ونقد" " مجلة أفكار الأردنية" " مجلة الكاتب الفلسطيني وهي فصلية تصدر عن الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين" " الثقافة العربية وتصدرها المؤسسة العامة للصحافة بالجمهورية العربية الليبية " مجلة الوعي العربي" وتصدر عن مجلس شؤون الثقافة والتعليم باتحاد الجمهوريات العربية " " مجلة الوقت اللبنانية " " مجلة الفكر المعاصر المصرية " " مجلة الثقافة العراقية لصاحبها الدكتور صلاح خالص" " مجلة دراسات عربية اللبنانية " " مجلة الباحث لصاحبها قاسم خزعل وتأسست هذه المجلة في باريس سنة 1978 وتعالج من خلال العلوم الفلسفية وعلوم الإنسان والتراث شؤون التجديد في الحضارة العربية " مجلة المستقبل العربي " والتي كان يصدرها مركز دراسات الوحدة العربية وكانت تعنى بقضايا الوحدة العربية ومشكلات المجتمع العربي." مجلة المثقف العربي وكانت تصدر عن وزارة الإعلام العراقية"مجلة الأقلام"وهي أيضا من إصدارات وزارة الإعلام العراقية" مجلة أصوات " مجلة قضايا فكرية "والتي كان يرأس تحريرها ويشرف عليها محمود أمين العالم " " مجلة الدوحة " مجلة " العربي " " مجلة الهلال  " الثقافة السورية " آمال " إبداع  " أدب الرافدين ""  الآداب العالمية " " الآداب الأجنبية " التراث العربي " الثقافة الجزائر " الجدل " “ومن البحرين "أصدرت أسرة الأدباء والكتاب مجلة " كلمات " وهناك بطبيعة الحال الكثير من المجلات الثقافية العربية التي دخلت في أنفاس المثقفين والكتاب العرب ومن بينهم والدنا الأديب البحريني محمد الماجد الذي أورث لنا مكتبة ضخمة فيها أمهات الكتب وجميع المجلات الثقافية العربية بمعظم إعدادها .

لعلنا نتساءل كيف كان يحصل الأديب والمثقف البحريني على تلك المجلات ، فحسب علمي كانت المكتبة الوطنية التي أسسها المرحوم إبراهيم محمد عبيد سنة 1929 ومكتبة " الجيل الجديد " ومكتبة " المهزع " وغيرها من المكتبات ومن يرغب في الاستزادة عليه الرجوع إلى كتاب " المكتبات في البحرين" للمؤلف القدير منصور سرحان .

كما شهدت وبحكم قربي إلى الوالد رحمه الله وجلوسي " كطفل " معه في المنتديات واللقاءات النقاشية في مكتبة بمنزلنا بالمحرق بداية السبعينات كيفية تبادل المجلات بين الأدباء والمثقفين، فكل من ينتهي من قراءة مجلة يعطيها إلى الأخر وهكذا ، تدور المجلة على أكثر من أديب ومنهم ...اعني من كان يحضر تلك النقاشات ..الشاعر قاسم حداد ، الشاعر علي عبدالله خليفة ، الدكتور محمد جابر الأنصاري ، القاص خلف أحمد خلف وآخرون لا تستحضرني أسمائهم. ليس المجلات فحسب وإنما الروايات ودواوين الشعر والقصص ، فقد كان للكتاب آنذاك قيمة والقراءة مقدسة عند ذلك الجيل ، ويندر أن تدخل بيتا ولا تشاهد فيه مكتبة .

بصورة عامة ...لقد صنعت تلك المجلات وحدة ثقافية عربية حقيقية وتحملت مسؤولياتها كاملة دون نقصان وقالت للعالم بأننا حضارة عريقة واحدة كريمة المعدن إسلامية الجوهر عربية اللسان .