مع إعلان انتهاء دور الانعقاد الرابع للمجالس البلدية والنيابي والشورى، بدأ مواطنون الإعلان عن ترشيح أنفسهم لشغر مقاعد المجالس البلدية الأربعة والمجلس النيابي، سواء في الجرائد أو المجالس، وهذا العدد سيتزايد يومًا بعد آخر لحين آخر يوم لغلق باب الترشيح، وبدأ هؤلاء منذُ عام واحد أو أكثر قليلًا إعداد أنفسهم لخوض المعترك الانتخابي المقبل بقيامهم بزيارات للمجالس الرمضانية وتنظيم دورات رياضية والسؤال عن أحوال الناس وإصدار التصريحات الإعلامية وارتياد الجوامع والمساجد في الدوائر التي ينوون الترشح فيها.

إن الانتخابات سواء البلدية أو النيابية أسلوب حياة ونهج عمل، وثقافة مجتمع، وليس كما يعتقد كلُ من هبَّ ودب بأنها لعبة الكراسي بين المرشحين، بل إنها ممارسة وطنية وحياتية لمدة أربع سنوات مليئة بالتعاون والتعامل مع الآخرين، تتخللها محبة وإيثار وإخاء إنساني، كما أن الانتخابات عمل تطوعي وطني يَصب في بناء مجتمع يقوم على قيم ومبادئ صحيحة سليمة، ويكون فيها الرابح الأول والأخير البحرين وليس المُرشح الفائز، بل إن أكثر المُرشحين يسقطون لأنهم ترفعوا على الناخبين ولم يكونوا صادقين معهم بل ابتعدوا عنهم كثيرًا وافتقدتهم الأماكن التي كانوا يركنون إليها أثناء حملاتهم الانتخابية.

الكثير من هؤلاء الذين ينوون الترشح يزعمون القدرة على تحقيق كل ما يُريدهُ المواطن بصف الكثير من التطلعات التي تدهش السمع والبصر والفؤاد من كثرتها ورونقها، ولكن مع بداية الفوز سيتبخر كل شيء، ويبدأ عهدٌ جديد بسبب استبدال المصلحة الوطنية العُليا بالمصلحة الشخصية السُفلى.

ويتساءل المواطنون عن تغير حال النائب وسلوكه تجاه المواطنين بعد الفوز ونيله ما أراد وتَمنُع الكثير منهم عن لقاء المواطنين أو إقفال خط الاتصال، وحتى لا يتحقق هذا النتاج على الناخبين أن يتقنوا اختيار المُرشح الصادق لكي لا يكونوا جزءا من لعبة الكراسي.