+A
A-

ليبيا.. درنة الليبية تحتفل بتحريرها وتنبض بالحياة

درنة المدينة التي خرجت عن سيطرة الدولة منذ 7 سنوات، عادت أخيرا إلى حضن الوطن بعد أن كانت تحت رحمة جماعات إرهابية متطرفة اختلف ولاؤها بين تنظيمي القاعدة وداعش، اتخذت منها مكانا لنشاطها في ليبيا، وحوّلتها إلى وجهة رئيسية لكل المتطرفين من داخل البلاد وخارجها.

وقال قائد الجيش الليبي خليفة حفتر "سنبدأ عهدا جديدا من الحرية والأمن والسلام في درنة"، معلنا سيطرة قواته على المدينة بالكامل وتحريرها من الإرهاب، ومبشرا بعودة "درة المتوسط" إلى أهلها بعد معاناة استمرت عدة سنوات وحصار وتجويع وتشريد من قبل العصابات الإرهابية المسلحة.

في هذه المدينة السياحية الاستراتيجية، عادت منذ أمس الخميس البسمة إلى أهلها، فنزلوا إلى الشارع احتفالا بعودتها إليهم وابتهاجا بتحقيق النصر النهائي على التنظيمات الإرهابية التي ظلوا لسنوات رهائن لها، وفرحا بانهيارها على أرضهم رغم كل الدعم الذي قدّم لها لتدميرها وإشاعة الفوضى في ليبيا.

ولم يكن لفظ الإرهابيين من هذه المدينة التي تعد المعقل التاريخي للمتشددين أمرا سهلا، خاصة أنها خضعت منذ 7 سنوات لسيطرة جماعات إرهابية مختلفة ظهرت منذ العام الأول للثورة الليبية، عندما تشكلت كتيبة "شهداء بوسليم"، وضمت أغلب أبناء التيار المتشدد في درنة، قبل أن يدخل تنظيم داعش إليها عام 2014، ليخرج منها بعد سنة عقب هزيمته في معارك مع "مجلس شورى مجاهدي درنة" الموالي لتنظيم القاعدة، الذي ظل مسيطرا عليها لمدة 3 سنوات، ليخسرها أمام قوات الجيش الليبي بعد حوالي شهر من المعارك.

وبتحرير مدينة درنة، استطاع الجيش الليبي إنهاء فصل صعب في تاريخ ليبيا، وطوى صفحة مظلمة في الشرق الليبي، بدأها عام 2014 بمعركة الكرامة في مدينة بنغازي، انتهت بتحريرها العام الماضي وتطهيرها من قبضة الإرهاب، ليتكرر المشهد نفسه في مدينة درنة، تمهيدا لاستعادة كل ليبيا من الفوضى وإعلانها خالية من الإرهاب.