+A
A-

لأول مرة في تاريخ جائزة جميل للفن الإسلامي، فوز مشترك لمهدي مطشر ومارينا تبسم

أعلنت جائزة جميل للفن الإسلامي في دورتها الخامسة، ولأول مرة في تاريخ الجائزة، عن فوز مشترك للفنان مهدي مطشر (ولد في مطشر، العراق سنة 1943) والفنانة مارينا تبسم (ولدت عام 1969 في دكا، بنغلادش). وقام بتسليم الجائزة فادي جميل، رئيس فن جميل، خلال الحفل الذي أقيم في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن يوم الأربعاء 27 يونيو.

وفاز مهدي بالجائزة عن عمله الجريئ الذي يعتمد لغة التجريد البسيطة المتأصلة في التقاليد الإسلامية للهندسة. في حين حازت مارينا على نفس الجائزة عن عمل "مسجد بيت روف" الذي بني في عام 2012 في دكا، بنغلادش. وقد حرص كل من مهدي ومارينا على تقديم أعمال ذات جودة عالية وموثوقية معاصرة مع فهم عميق للثقافات التي ينحدران منها. ولاحظ الحكام أنه على الرغم من العمل في مجالات مختلفة تماما، إلا أن الفائزين المشتركين تمكنا من الجمع بين الوضوح والرقي في الاعتماد على التقاليد الإسلامية.

وفي معرض تعليقه على الفائز قال تريسترام هانت، مدير متحف فيكتوريا وألبرت ورئيس لجنة التحكيم: "كانت عملية اختيارفائز واحد في هذه الدورة أمر صعب للغاية  نظرا للمستوى العالي للأعمال المقدمة. فقد أثبت كلا الفائزين المشتركين بجائزة جميل للفن الإسلامي في دورتها الخامسة تفاعلا كبيرا مع الخطابات العالمية المعاصرة حول الفن وأنتجوا أعمالاً نموذجية في مجالين مختلفين تماما. كما أظهروا وعيا بالممارسات الحداثية في القرن العشرين، والتي استندت بدورها إلى التقاليد من جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من ذلك أثبت كل من مهدي ومارينا من خلال أعمالهم تجذرهما العميق وإرتباطهما الكبير بموروثهما الثقافي."

غادر مهدي العراق في أواخر الستينيات واستقر في باريس، حيث تعرف عن قرب على الأشكال الفنية التبسيطية، بما في ذلك التجريد الهندسي. قام مهدي بتطويرهذه الأفكار ودمجها مع التقاليد الإسلامية لمسقط  رأسه لخلق لغة شخصية قوية تتميز بالعمق، والذكاء، والضرورة. وقدإعتبر الحكام مهدي من بين أعظم الدعاة الأحياء للجمالية البنائية.

مارينا مهندسة معمارية تعيش في دكا، بنغلاديش. يركز عملها "مسجد بيت روف" على العمارة الإسلامية في العصورالوسطى ويحتفل بتقاليد البناء في البنغال. المسجد هو تحفة نادرة من ناحية التوظيف المميزللهندسة والتجريد والضوء والهواء والماء، مما يجعلها مساحة متحركة وتأملية. تلبي البناية احتياجات المجتمع المحلي، وهي عبارة عن تركيبة من المواد المحلية والتقنيات المعاصرة، تستجيب لكل من البيئة والتاريخ. يبوأ هذا االعمل مارينا مكانة هامة كمهندسة معاصرة تتميز بالبصيرة النافذة والخيال.

وسيتم تقديم عمل الفائزين وأعمال الفنانين والمصممين الستة الذين تأهلوا لنهائيات الجائزة في المعرض المصاحب الذي يتواصل إلى غاية 25 نوفمبر 2018 وهم كل من: كامروز آرام، هيف كهرمان، هالة كايكسو، مجموعة نقش، يونس رحمون، ورده شابير. وفي إبريل 2019، سيزور المعرض مركز جميل للفنون المرتقب افتتاحه في منطقة الجداف بدبي، في 11 نوفمبر 2018.

جائزة جميل للفن الإسلامي التي يتم منحها كل عامين والتي تم تأسيسها بالشراكة مع فن جميل هي عبارة عن جائزة فنية عالمية تبلغ قيمتها 25 ألف جنيه استرليني (128,000 درهم إماراتي)تمنح للفنانين والمصممين المعاصرين الذين يستلهمون أعمالهم من التقاليد الفنية والحرفة والتصميمات الإسلامية.

وتتكون لجنة تحكيم الدورة االخامسة لجائزة جميل للفن الإسلامي، التي ترأسه تريسترام هانت، مدير متحف فيكتوريا وألبرت كل من: صلاح حسن، أستاذ ومدير معهد الحداثة المقارن بجامعة كورنيل، نيويورك و مؤرخة التصميم المستقلة كلا من تانيا هارود، ونوفمبربينتر وهو مدير البرامج في متحف الفن المعاصر في تورونتو بكندا، والفنان غلام محمد الذي فاز بجائزة جميل للفن الإسلامي في دورتها الرابعة.  

وفي عام 2013، حظي دار "ديتشاي كايك" التركي للأزياء (Dice Kayek) على الجائزة، والذي أسسته إتشاي وعائشة إيجي عام 1992، عن مجموعة "تباين أسطنبول" المستوحاة من التراث الفني والمعماري في أسطنبول. وكانت هذه المرة الأولى التي تمنح فيها جائزة جميل للفن الإسلامي للمصممين. وفي 2016، فاز محمد غلام ، الذي تدرب على التقاليد الإسلامـية للرسم المصغر، بجائزة جميل للفن الإسلاي  4عن أعماله  التي اعتمد فيها على تقنية الكولاج بالورق.

انطلقت جائزة جميل للفن الإسلامي بعد تجديد صالة جميل للفنون الإسلامية في متحف فيكتوريا وآلبرت، الذي افتتح في يوليو 2006 وسيحتفل، هذا العام، بمرور عشر سنوات على إفتتاحه. ويقدم المعرض أعمالًا متميزة من التراث الفني الثري في العالم الإسلامي، وتهدف الجائزة إلى رفع الوعي بشأن التفاعل الرائع بين الفن العصري وهذا التراث التاريخي العظيم. كما ساهمت أيضًا في التوصل إلى فهم أوسع للثقافة الإسلامية ومكانتها في العالم.

ينظم معرض جائزة جميل للفن الإسلامي 5 بإشراف تيم ستانلي، القيم الأعلى للمجموعة التاريخية لمتحف فيكتوريا وألبرت من الشرق الأوسط الإسلامي، بالتعاون مع سلمى طوقان، القيمة الفنية لصالة جميل في متحف فيكتوريا وألبرت.