العدد 3517
الجمعة 01 يونيو 2018
banner
“التربية الاقتصادية الرمضانية”
الجمعة 01 يونيو 2018

لشهر رمضان المبارك جوانب تربوية وإيمانية واقتصادية يتحلى بها، فله دروس اقتصادية تسمو بالمسلم عبادةً وروحًا وإيمانًا، ما يُحقق التوازن الاقتصادي والاجتماعي بين أفراد المجتمع.

ومن التربية الاقتصادية لشهر رمضان الادخار وتقليل الإنفاق وتحجيم الاستهلاك، وعندما تفوق نسبة الادخار نسبة الاستهلاك تزداد الأموال وتتعاظم الثروات والعكس صحيح، ومن أفضل الأمور الابتعاد عن الاستهلاك المُفرط في شهر رمضان، لأن الزيادة في الأطعمة وعدم أكلها مآلها حاوية المخلفات، وهذه الزيادة ترتفع في الكثير من الدول عن الشهور الأخرى بنسبة تتراوح بين 10 و40 بالمئة، وهذه الزيادة تعني إنفاق المزيد من المال، و”تشير بعض الدراسات التي أجريت عن أقطار الخليج العربي إلى أن 45 % من الوجبات الجاهزة تذهب إلى حاوية المخلفات في شهر رمضان”.

في شهر رمضان يرتفع الطلب على البضائع والخدمات وترتفع نسبة المشتريات، وهذا الأمر يعني زيادة الاستهلاك والإنفاق، وجعل الكثير من المسلمين شهر رمضان موسما لتناول ما لذ وطاب من الأطعمة، فهم يتهافتون إلى الأسواق وإضاعة أموالهم في شراء كل شيء، وفي المساء يرهقون أبدانهم بهذه الأطعمة ويُضيعون فرصة استفادة الأبدان من الصوم أثناء النهار. المفروض اقتصاديًا أن يصل الإنفاق في هذا الشهر إلى الثلث أو النصف بسبب قلة الوجبات لا زيادة النفقات، وعلينا أن نقتدي ونتعلم من قوله تعالى (كلوا واشربوا ولا تسرفوا) أي ترشيد الاستهلاك، فشهر رمضان فرصة جميلة ورائعة لصياغة نمط استهلاكي رشيد وتعديل الإنفاق دون تبذير أو إسراف. ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما عال من اقتصد)، فهذا شهر لترويض النفس البشرية.

إن التربية الاقتصادية في شهر رمضان جزء لا يتجزأ من الالتزامات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان الصائم في هذا الشهر الكريم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية