العدد 3511
السبت 26 مايو 2018
banner
إحلال البحريني ممكن
السبت 26 مايو 2018

كان محقاً إلى حد كبير أحد أعضاء المجلس النيابيّ في السؤال الذي تقدم به إلى وزير العمل والتنمية الاجتماعية، وملخصه العمل على تخفيض نسبة البطالة إلى الصفر إذا أمكن، غير أنّ رد الوزارة كان مخيبا للآمال بأنّه أمر لا يمكن حدوثه، والأدهى القول إنه مستحيل، إرجاع الوزارة السبب لزيادة أعداد الخريجين العائد لطبيعة التركيبة السكانية ليس منطقياً، إننا نقدر برامج التدريب العملي والنظري والآليات الجديدة التي قامت بوضعها وزارة العمل لإدماج الباحثين عن عمل في البرامج التدريبية، إذ إنها استطاعت أن تحل جزءا من المشكلة، إلا أن هذه البرامج اقتصرت على نوعيات محددة من التخصصات كالتكييف والتبريد والضيافة والسياحة وقطاع الصناعة، وأهملت تخصصات أخرى ذات أهمية بالغة كالمحاسبة وغيرها والتي يشكل الباحثون عن عمل النسبة الأكبر منها.

يبدو لنا أنّ تخفيض أعداد الباحثين عن عمل عن النسبة المعلنة من قبل الوزارة على مدى سنوات والتي هي أربعة في المئة أمر ممكن جدا فقط لو أنّ الوزارة أقدمت على اتخاذ إجراءات جادة تجاه مؤسسات القطاع الخاص بعيدا عن سياسة استبعاد الكفاءات البحرينية في شتى التخصصات.

لطالما أكد المسؤولون في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أنّ العمالة الوطنية تتمتع بالمهارة التي تناسب سوق العمل وفي ذات الوقت يؤكد ممثل في صندوق تمكين أن الصندوق تمكن طوال عشر سنوات من التركيز على احتياجات سوق العمل فيما يتعلق بتأهيل المواطنين ليكونوا الخيار الأفضل بالنسبة لأصحاب الأعمال.

نتذكر أنّ وزير العمل طمأن المواطنين الباحثين عن عمل بأنه لن يتم التخليّ عن نظام البحرنة في كل الأنشطة التجارية ولكنّ أبرز التحديات كما يراها – الوزير – هو انتشار ظاهرة العمالة الوهمية والتركيز على الجانب العددي لدى أصحاب الأعمال، أما الأمر الباعث على الدهشة هو إقرار الوزير أثناء انطلاق مبادرة البحرينيّ أولاً بأنه “لا نستطيع أن نفرض على أصحاب الأعمال توظيف البحرينيين تحت عنوان الحس الوطنيّ وفي واقع الأمر يحس أنه يخسر”، إنها إشكالية بالغة التعقيد أنّ يستقطب القطاع الخاص العمالة الأجنبية ويتجاهل المواطنين ذوي الكفاءات رغم ما تكبده هذه السياسة من كوارث على حركة الاقتصاد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية