+A
A-

لبنان.. رهينة حزب الله في "المواجهة الكبرى"

بعد ليلة تبادل القصف الإسرائيلي الإيراني، تناثرت بقايا صواريخ على جنوبي لبنان، لتعطي بذلك صورة للتداعيات المحتملة والأثمان التي قد يدفعها لبنان مع كل تطور عسكري في المنطقة بسبب أنشطة ميليشيات حزب الله، الذراع الإقليمي لإيران الذي لا يلتزم لبنانيا بمبدأ "النأي بالنفس".

وتطرح أوساط سياسية في لبنان تساؤلات عن دور ميليشيات حزب الله، في حال اندلعت مواجهة واسعة بين إيران وإسرائيل.

ويرى مراقبون أن مبدأ النأي بالنفس، وإبعاد لبنان عن الصراعات لن يصمد أمام دور إيران عبر حزب الله من بوابة الجنوب اللبناني.

فحزب الله الذي زج نفسه في الحرب السورية بآلاف المقاتلين رغما عن الحكومة اللبنانية، يتحضر على ما يبدو للسيناريو الأسوأ، وهو اندلاع مواجهة كبرى بين طهران وتل ابيب في المنطقة.

وفيما تتسلح الحكومة اللبنانية بمبدأ النأي بالنفس وإبعاد لبنان عن حرائق الإقليم، يعيش الجنوب اللبناني على صفيح ساخن مع احتمال أن يفتح حزب الله جبهة واسعة لمؤازرة ايران، بمعزل عن قرار الدولة الرسمي.

ويقول المحلل السياسي ماريو أبو زيد لسكاي نيوز عربية إنه في حال "دخلنا في هذه المواجهة لن يكون هذا المبدأ أكثر من شعار فضفاض كما رأينا في السابق".

وقال إن قيادة حزب الله سوف تدخل فيما وصفه بـ"المواجهة الكبرى من دون العودة للحكومة ودون أي اعتبار لمبدأ النأي بالنفس الذي أطلقته الحكومة اللبنانية".

ولا يرتكن حزب الله، بحسب العميد المتقاعد ناجي ملاعب، لمبدأ النأي بالنفس طالما أن قراراه في طهران، قائلا إن "لبنان أصبح تفصيلا عند حزب الله"، فهو لن يتردد في الدخول في حرب، إذا تلقى الأومر من إيران.

وإن كان القرار الدولي رقم 1701، الذي صدر عن مجلس الأمن عام 2006، عقب حرب تموز الإسرائيلية على لبنان قد وضع قواعد اشتباك واضحة جنوب نهر الليطاني، فإن حزب الله جاهز لكسر هذه الالتزامات مع انفجار الأوضاع في المنطقة.

ويعتبر ملاعب أن الأمر ليس جديدا على حزب الله، فقد أشعل حرب الجنوب بينما كان يحضر طاولة الحوار الوطني، دون الرجوع إلى الدولة اللبنانية ولا احترام الحوار الوطني أو مبدأ النأي بالنفس.

ورغم استبعاد مراقبين أن يبدأ حزب الله بفتح جبهة عسكرية في الجنوب مع إسرائيل بفعل غرقه وانشغاله في الحرب السورية، إلا أن آخرين يؤكدون أن هذا الاحتمال بات واردا بقوة، إذا ما قررت طهران خوض حرب بالوكالة من البوابة اللبنانية.