+A
A-

النحات علي الطخيس: الدوادمي شكلت حسي الفني والتأملي

"سمبوزيوم نقوش الخبر" احدى مبادرات نقوش الشرقية، بتنظيم من مجلس المسؤولية الاجتماعية وبلدية الخبر وجمعية الثقافة والفنون في الدمام، حيث يقوم عشرة نحاتون من مختلف مناطق المملكة في محاولة لتأثيث وتجميل الخبر بكتل الجمال، وإنشاء أعمال إبداعية وجمالية تمثل البيئة التاريخية و الثقافية للمنطقة، والمختتم في كورنيش الخبر في 24 فبراير 2018. " إنها كتابة عن العالم الداخلي, عن الأشياء التي تسمعها وحدك و تتراكم على روحك و مخيلتك. لم يكن النحات سوى كاتب بالإزميل و المثقب"  الحوار مع النحات علي الطخيس:

 

العمل في "سمبوزيوم" يتم فيه اختيار فنانين بمعاير خاصة و دقيقة, هل يجعلكم في تحدي لتقديم أفضل ما لديكم؟

لم يكن السمبوزيوم أو الملتقى الجماعي الأول الذي أخوضه, لكن في كل مره أشارك بها أجدني  في تحدي مع نفسي لتقديم الأجمل بالدرجة الأولى أما مسألة الأفضل فهذا يأتي على قدر الجهد و المتعة الذي يبذلهما الفنان أثناء العمل.

 
كونك أعتدت على العمل في ملتقيات جماعية هل هذا حرمك من "التركيز" الذي توفره العزلة؟

دعيني أخبرك أولاً بما يحصده الفنان من العمل في اجواء عامة بمشاركة فنانين مختلفي التجارب و الخلفيات, أننا نطور قدراتنا المعرفية أكثر, مقارنة بقراءة كتاب أكاديمي مثلاً. أما مسألة العزلة فهي موجودة فعندما يبدأ كلاً منا عمله فهو يسبح في تياره الخاص تماماً, حيث الفكرة تتداعى و تصعد به بعيداً وحده.

 
هل تأثرت بمدائن صالح كمعلم أثري يحمل الشيء الكثير من النحت؟

ليس بشكل مباشر و عميق, ولعل ذلك يرجع لأننا لم نعتد زيارتها و تأملها كثيراً. لكن الآن في ظل توجه المملكة للعناية بالفنون و الإرث الفني و تنشيط السياحة, سيكون لمدائن صالح بروز مؤثر خاصة على الجيل القادم. حيث نجد الآن حراك جميل باكتشاف و قراءة النقوش الحجرية المحلية والذي  سيضيف لتاريخ  و فن المملكة الشيء الكثير.

 
مدينة "الدوادمي" التي تتميز بتضاريس و معالم جغرافية خاصة كيف أثرت على ابنها النحات؟

ببساطة جعلتني نحات!! تواجدي في  منطقة تحتوي على صخور متنوعة ومتعددة بتكوينات إلهية بالغة الجمال ساهم في تغذية عيني و خيالي , فعندما تلمس عروق الصخر التي تبدو كدليل يأخذك للفكرة وتشاهد تباين ألوانه الذي يحرضك على الإبداع لا تملك إلا تصبح فنان. ممتن لله لأنه أوجدني في مثل هذه المنطقة التي شكلت جزء كبير من حسي الفني و التأملي.

 
صعوبة هذا الفن و حدة أدواته .. هل جعلت النحات إنسان قاس؟

بل جعلته إنسان صبور و جسور, كوني في هذا المجال لأكثر من 30 عام و تحملت بدائية الأدوات و صعوبة توفر بعضها و مشقة حمل و نقل الحجر أستطيع القول بأني أصبحت أتعامل مع الحجر كما أتعامل مع الاسفنج.

كما أن التجربة جعلتني  أكثر حساسية, بمعنى أكثر شعوراً بالنحاتين اليافعين الذي يلزمهم التعلم و البحث و المساندة و هذا ليس بالأمر اليسير, لأن فن النحت يعتبر فن صعب و لا تتوفر الدورات و الورش التي تستطيع أن تلبي فضول الهواة و تنمي قدراتهم. لذلك أتمنى من أصحاب القرار التوجه بالدعم الفني و المالي و الأكاديمي لفن النحت الذي يهواه شباب كثر من المملكة.