العدد 3417
الأربعاء 21 فبراير 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
البحرين ليست لعبة في المزاد!
الأربعاء 21 فبراير 2018

كيف تفهم جهازا رسميا يعمل ضد الدولة؟ كيف تفهم مسؤولا في الدولة يتآمر على الدولة؟ بل كيف تستوعب وزيرا في الدولة يخون الدولة؟ هذا حدث في البحرين في يوم ما وكنا حينها في محنة سببها محاولة انقلابية دمرة تجاوزناها بفضل الشرفاء وجموع الشعب الهادرة التي خرجت عن بكرة أبيها تناصر وتقف وتتصدى للمؤامرة الدنيئة متحدة يداً بيد مع رجل الصعاب خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه الذي وقف كجبل شامخ ومعه الشعب في وجه الغدر، وها قد استعادت البحرين بريقها وهي اليوم مرفوعة الرأس وأقوى من أعدائها ألف مرة.

مَرَرت على هذا المشهد الذي لا يُنْسى وسأمر عليه دوماً كلما تطلب تذكيراً وتحفيزاً حين ينسى البعض ما جرى ويستهين بالبلد ويلعب بالنار ويوظف هذا الجهاز أو ذاك، ويدفع بهذا أو ذاك من أجل إثارة الفتن والشروخ والجراح في وقت نحن أشد ما نحتاج فيه التلاحم والبناء والاستقرار الذي يحفزنا على العمل والإنجاز لتجاوز التحديات وهي كثيرة، لهذا لابد من التذكير لمن نسى أو تناسى لهدف في نفسه أن اللعب بمصير البحرين خط أحمر لن يسمح شعب البحرين به، ولن يسكت عنه سمو رئيس الوزراء الموقر الذي شكل دائماً صمام أمان تجاه كل المحن والتحديات، من هذا المنطلق علينا أن نتوقف ونتأمل كل ما يجري حولنا ونقرأ ما وراء السطور بل نتأمل حتى الصور التي تُنشر في الجرائد لأننا لو ركزنا سنرى كثيرا من خان البحرين وباعها، بل طالب بإسقاط النظام علناً يُحتفى به اليوم في أعلى المستويات العليا، فمن المؤسف أن تغمض بعض أجهزتنا عينيها وربما عمداً عن كثير من الأمور التي من شأنها إثارة الفتن وفي مقدمتها توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لضرب استقرار البلاد.

هذا الوطن بُني طوال العقود الماضية على ثوابت راسخة قوامها الشرف والولاء والمبادئ الثابتة للحكم مع التلاحم بين مختلف طوائف وفئات المجتمع الواحد ضمن الأسرة البحرينية الأصيلة ذات الجذور التاريخية، وعندما يأتي اليوم من يعبث بهذه الثوابت ويتجاوز ما تعارفنا عليه من تقاليد التلاحم الوطني من خلال استغلال وتوظيف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وحتى الصحافة المحلية في ضرب الاستقرار من خلال إثارة الشائعات وبذر الشقاق بل الاستهزاء بالثوابت الوطنية القائمة على تلاحم الشعب والقيادة وهو العمود الفقري لهذا الوطن دون مساومة ولا مناورة، فإن الحكومة مطالبة بالتصدي بحزمٍ والوقوف بشدة ضد كل من يعبث بالاستقرار الذي لم يتحقق إلا من خلال دماء شهداء الواجب ووقفة الشعب التاريخية في وجه المؤامرة الدنيئة، لهذا كله أقول للمرة الثانية لا تلعبوا بالنار، هذا الوطن ليس للبيع في مزاد الألعاب السرية.

تنويرة:

الدواء قاتل إن لم تعرف الداء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .