العدد 2738
الأربعاء 13 أبريل 2016
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
“كيري” ولعبة الثعبان والسلم!
الأربعاء 13 أبريل 2016


خابت آمال من يدعون بالمعارضة بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي “كيري” للبحرين التي أثبتت أنه لم يأتِ وسيطاً، ولا حاملا مبادرة سياسيّة، بل أفحمهم بدعواته المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة، وإرسال رسائل واضحة داعية للاستسلام، لقد كان ناصحاً متجاهلا مطالبهم.
كفانا مؤونة الكلام ولن نطيل الحديث في هذه الزيارة ومخرجاتها سواء فيما يتعلق بالدعوة الفارغة المكررة والمملة لتحسين الحريات، أو لقاءاته ببعض ممثلي ما يسمى بالمعارضة وما تسرب حول بعض ما دار في الحوار.
فمهما سعوا للعودة بخفي حنين، ومحاولة اللعب بلعبة الثعبان والسلم، ومهما تحايلوا للعودة إلى المربع الأول، لن يتمكنوا من تحقيق مبتغاهم بعد أن أحرقوا جل جسورهم ومعها بعض سفن العودة!
وأنا أقرأ خبر زيارة وزير الخارجية الأميركي “كيري” وموقف المؤزمين استحضرني قول الله عز وجل: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الأنفال: 48،  وهذا تماماً حالهم اليوم، فلطالما كانت إيران تتشدق وتتغنى بمحاربة الشيطان الأكبر وكذلك أذنابها في المنطقة، بينما في حقيقة الأمر هي مرتمية في أحضانها، تستمر إيران بالمتاجرة بالدين من حيث زعمها معاداة أميركا في الظاهر، بينما أذنابها في المنطقة تستقوي بهم ويجتمعون بهم سراً وعلانية طالبين دعمهم لتحقيق مطالبهم، منهج شيطاني بغيض لا عهد له، وتبعية مصيرها العزلة والهلاك.
النتائج السلبية وتبعاتها التي يعيشها اليوم أذناب إيران في البحرين هي نتيجة مكابرة وعناد، وانتهاجهم منهجا تخريبيا موحدا منذ فبراير 2011، يعضون أصابعهم اليوم ندماً وحسرة بعد أن عضوا بالأمس أيادي حانية امتدت لهم !
أحوالهم تسوء وآمالهم تخيب خصوصاً بعد محاولات إيران التقرب لدول الخليج وعلى رأس نتائج هذا التقرب قطع صلاتهم بهم وإن كان في الظاهر، وكذلك انفضاض الشيطان الأكبر من حولهم، وجل قاداتهم قابعون في السجون ومنهم من خسر حياته ومستقبله ووطنه.
تتوالى الإحباطات والصفعات على وجوههم من الداخل والخارج بعد نبذهم وكسر آمالهم وتساقط الأيادي الحنونة المطبطبة، وها هي أميركا تتخلى عنهم كما سبقهم غيرها ليس حباً للنظام ومواليه بقدر ضمان مصالحها بعد المتغيرات السياسية الأخيرة ومواقف البحرين الحازمة، علاوة على التقاربات الدولية الداعمة والمؤيدة لمواقف القيادة، والتحالفات العربية الإسلامية، وحرب تحرير اليمن التي قادتها المملكة العربية السعودية والتي أثبتت بجدارة أن دولنا لم تعد متكلة تقف وقفة المتفرج أمام من يعتدي على مصالحها وسيادتها وحدودها، كما أثبتت بقراراتها المصيرية المتفردة الحازمة قوتها وثباتها.
سواء اجتمع أذناب إيران بـ “كيري” أو بمساعده “توم مالينوسكي” أو اجتمعوا بغيرهما لسرد أكاذيبهم وعرقلة عملية الإصلاح، وسواء توددت أميركا وتقربت أم عادت وتآمرت، سنبقى لهم بالمرصاد فهم يتلونون كالحرباء حينما تقتضي مصالحهم ويسلخوا جلدهم وفق تغير الاحوال لتحقيق مبتغاهم ورغباتهم!.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية