النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض الروماتيزم بسبب التغيرات الهرمونية
استشاري الأمراض الباطنية والمفاصل الروماتيزم د. عبدالخالق العريبي
أكد استشاري الأمراض الباطنية والروماتيزم في مدينة البحرين الطبية د. عبدالخالق العريبي أن النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض الروماتيزم؛ إذ إن الأمراض المناعية تصيب النساء بشكل أكثر من الرجال، وقد يعود ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تتعرض لها المرأة في حياتها، فهذه العوامل تثير الجهاز المناعي. وأوضح أن مرض الروماتيزم لا يصيب الرجال والنساء ممن هم في عمر كبير فقط، إذ إن أمراض الروماتيزم هي أمراض الشباب وبالتحديد من عمر 16 إلى 50 سنة، ويكون أكثر انتشارا بين 25 و35 عاما، كما أن هذا النوع من الأمراض من الممكن أن يصيب الأطفال.
جاء ذلك خلال لقاء «صحتنا في البلاد» مع استشاري الأمراض الباطنية والروماتيزم في مدينة البحرين الطبية د. عبدالخالق العريبي، وفيما يلي نص اللقاء:
15 ألف مريض في البحرين مصابون بمرض الروماتويد
ما الخدمات التي تقدمها عيادة الروماتيزم في مدينة البحرين الطبية؟
مدينة البحرين الطبية هي مركز طبي جديد يضم العديد من التخصصات التي من أهمها عيادة الروماتيزم، ويطلق عليها «روماكير»، وتعني العناية بمرضى الروماتيزم. وتقدم العيادة خدمات متنوعة لجميع أنواع أمراض الروماتيزم، التي على رأسها الروماتويد والذئبة الحمراء والتهاب الأنسجة الضامة والالتهاب الليفي العضلي وأمراض النقرس ونقص فيتامين د الذي يسبب ألما في العظام والمفاصل. كما تقدم العيادة خدمة الأدوية البيولوجية الحديثة سواء عن طريق الإبر أو الفم أو حتى الوريد مع الاستعانة بخدمات العظام في الحالات المشتركة، إضافة إلى تقديم خدمات العلاج الطبيعي. ونستقبل في العيادة جميع المرضى سواء من تم تشخصيهم حديثًا أو المرضى القدامى ممن يرغبون في الحصول على استشارة أخرى.
تتنوع أمراض الروماتيزم، فما الأنواع الأكثر انتشارا؟
من أشهر أمراض الروماتيزم في البحرين والعالم مرض الروماتويد ومرض الذئبة الحمراء، إذ أن هناك ما يقارب 15 ألف مريض في البحرين مشخصون بمرض الروماتويد، ويأتي في المرتبة الثانية مرض الذئبة الحمراء، وكذلك التصلب الجلدي، التصلب الجلدي المتعدد، الصدفية المفصلية، الالتهاب الفقاري اللاصق، النقرس، الالتهاب العضلي الليفي، وهناك قائمة كبيرة.
الروماتويد أكثر أمراض الروماتيزم شيوعًا في البحرين والعالم
ما هو مرض الروماتويد؟
هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الإنسان نتيجة لمهاجمة الجهاز المناعي لخلايا وأنسجة الجسم، ما يتسبب في ظهور بعض الأعراض على المريض، ومنها الشعور بالألم والتورم في المفاصل، وهناك لبس لدى كثيرين بشأن الروماتويد والروماتيزم، فالروماتيزم هو علم يختص بالأمراض التي تصيب المفاصل، والعضلات والأنسجة والأربطة، في حين أن الروماتويد هو نوع من أنواع أمراض الروماتيزم، وقد يكون هناك لبس بين الاثنين بسبب قرب المسميات.
ما المؤشرات التي قد تدل على الإصابة بالروماتويد؟
يشتكي مريض الروماتويد من آلام في المفاصل الصغيرة كمفاصل اليد، ويطلق عليه التهاب المفاصل المتناظر، إذ يشتكي المريض من ألم في المفاصل نفسها في الجهتين اليمنى واليسرى، إضافة إلى أن المريض يشتكي من تصلب في اليدين. كما أن حركة الصباح تكون غير اعتيادية، فقد يشعر المريض بالعجز عند رغبته بالنهوض من السرير، إلى جانب أن بعض مهام الحياة البسيطة تكون صعبة مثل فتح قنينة المياه، تسريح الشعر، إذ تصبح هذه الأعمال البسيطة صعبة جدًا عليه.ودائمًا ما نؤكد أن مرض الروماتويد لا يصيب فقط المفاصل الصغيرة، إذ إن بعض المرضى يصابون به في المفاصل الكبيرة، لكن نسبة الإصابة في المفاصل الصغيرة تكون أعلى.
هل هناك أعراض أخرى قد تشير إلى أمراض الروماتيزم؟
عند بعض المرضى تكون الأعراض المصاحبة للمرض كلاسيكية وهي الأعراض التي تم وصفها سابقًا، إلا أن البعض تكون أعراضهم غير كلاسيكية ويكون تشخصيهم في هذه الحالة أصعب، إذ قد يشتكي المريض من تعب عام، ارتفاع في درجة الحرارة، فقدان الوزن، وقد يشتكي البعض من كحة ويكون في هذه الحالة المريض مصابا بتليف في الرئة، إذ إن الروماتيزم لا يصيب العظام فحسب، فقد يصيب أي مفصل من مفاصل الجسم.
ومن هنا على الطبيب الالتفات إلى جميع المؤشرات، فاحمرار العين قد يكون التهاب روماتيزم، ووجود بروتين في الأبوال قد يكون مؤشرا إلي خلل في الكلى أو وجود طفح جلدي على الخدين مثل الفراشة قد يكون مؤشرًا على الإصابة بمرض الذئبة الحمراء وهو مرض من أمراض الروماتيزم، لذا فإن تخصص أمراض الروماتيزم من التخصصات التي تتناول معظم التشخيصات الطبية، فهو يشترك مع العديد منها.
من أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الروماتيزمية؟
النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الأمراض، فالأمراض المناعية تصيب النساء أكثر من الرجال، وقد يعود ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تتعرض لها المرأة في حياتها، وخصوصًا خلال فترات الحمل والرضاعة، وهذه العوامل تثير الجهاز المناعي، لذا فإن الأمراض المناعية تكون من نصيب النساء بشكل أكبر.
كما أن هناك بعض المعلومات المغلوطة بأن أمراض الروماتيزم قد تصيب الرجال والنساء ممن هم في عمر كبير، إلا أن الحقيقة تشير أن أمراض الروماتيزم هي أمراض الشباب وبالتحديد من عمر 16 إلى 50 سنة، ويكون أكثر انتشار بين 25 و35 عامًا.كما أن هذا النوع من الأمراض من الممكن أن تصيب الأطفال في أي عمر.
ما سبب الأمراض الروماتيزمية في الأطفال؟
قد يكون السبب وجود خلل في الجهاز المناعي، خصوصًا أن السبب الرئيس غير معروف، ولكن هناك عوامل مساعدة، فقد تكون الأم مصابة لذا فإن وجود العامل الوراثي يلعب دورًا في انتقال المرض حيث وجد أن نسبة الإصابة في الأطفال المولودين لأمهات مصابات يقارب 4 %. كما أن إصابة الطفل بالتهاب فيروسي أو بكتيري قد تؤثر على المفاصل، ما يؤدي إلى إصابة الطفل بالتهاب الروماتيزم التفاعلي.
هل هناك مؤشرات أخرى تدل على وجود خلل في الجهاز المناعي؟
هناك بعض الإشارات التي تدل على وجود خلل في الجهاز المناعي مثل الارتفاع المستمر والمتكرر في درجة الحرارة، على أن يكون الارتفاع مجهول السبب، نقص في الوزن لفترة طويلة من دون سبب محدد، التهابات متكررة في الحلق، الأنف، الجلد، والأبوال، ألم في المفاصل بين فترة وأخرى وبشكل متكرر، تعرض المرأة إلى الإجهاض المتكرر من دون وجود سبب واضح، وقد يكون السبب هنا مرض الذئبة الحمراء. كما أن هناك بعض المؤشرات الأخرى كوجود تقرحات في الفم واللسان والعيون، فقد يكون السبب «مرض بهجت» وهو روماتيزمي نادر، وهذه بعض الأمثلة، ولكن الأمثلة كثيرة.
ما خطة العلاج المتبعة لأمراض الروماتيزم؟
خطة العلاج تنقسم إلى عامة وخاصة، فخطة العلاج العامة هي الابتعاد عن المؤثرات التي يمكن أن تزيد من نشاط المرض مثل وقف التدخين، اتباع حمية غذائية لتجب زيادة الوزن، كما ننصح مرضى الذئبة الحمراء بالابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة، واستخدام واقي للشمس.
أما خطة العلاج الخاصة فتكون بوضع خطة علاجية خاصة بالمريض نفسه وتتناسب مع مرضه، فلكل مرض هناك بروتوكول يتم اتباعه لعلاج الحالة، لذا أشدد على أهمية وضع خطة علاجية خاصة مع المريض على أن يتم مناقشة هذه الخطة معه، خصوصًا أن هناك مضاعفات للمرض نفسه ومضاعفات إلى الأدوية، ومضاعفة المرض أقسى من مضاعفة الأدوية، لذا لا بد من مناقشة هذه الخطة لمساعدة المريض على فهم وتقبل العلاج وتقبل النصيحة، إذ أن ثقة المريض بالطبيب خلال رحلة العلاج مهمة جدًا، فالمريض يحتاج إلى معرفة بالمضاعفات التي قد تحدث بسبب المرض أو الأدوية أحيانًا، لذا لا بد أن يعي المريض ضرورة الانتظام في إجراء فحوصات الدم الشاملة كل 3 أشهر لتلافي هذه المضاعفات.
نصيحة أخيرة أوجهها للمريض، وهي أن يضع نصب عينيه الثقات الأربعة، فعليه وضع الثقة بالله تعالى بأنه هو الشافي والمعافي، ثانيًا وضع ثقته في الأهل بأنهم سيقفون معه ولن يتم التخلي عنه فالتعافي مع وجود الأهل يكون أفضل، ثالثًا عليه أن يثق بنفسه بأنه قادر على أن يتغلب على المرض وأن يمارس حياته بشكل طبيعي، وكذلك عليه أن يثق بطبيبه وتشخصيه وعلاجه. مع تمنياتي لهم بالشفاء الدائم.