+A
A-

أحمد السلوم... عشق التجارة والأعمال يطغى على الهندسة والطب

مارس التجارة منذ الثامنة من عمره

رضا الوالدين ديدني في كل قراراتي لفتح الأبواب المغلقة

سورة يوسف تمثل واقعنا اليوم من الرخاء للشدة والسنوات العجاف

حوّل مقهى “زيزينيا” من متعثر إلى التوسع بأربعة فروع

غير تخصصه إلى إدارة نظم ومعلومات حبا في التجارة

تدرب في “البحرين لمطاحن الدقيق” وأبرم صفقات مع الصومال

فتح أول سجل تجاري رسمي 1998 لبيع “الهواتف”

 

لقاؤنا اليوم مع عاشق للتجارة منذ أن كان عمره 8 سنوات، وفي سنوات دراسته الجامعية بدأ أول مشروع بسجل رسمي، تواجد في جمعيات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ولجان غرفة تجارة وصناعة البحرين لأكثر من 8 سنوات، أسّس وترأس لجنة المقاهي والمطاعم في الغرفة، واليوم يدير 5 حاضنات أعمال تحت إدارة جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إنه رجل الأعمال الشاب أحمد صباح السلوم الذي التقته “البلاد” وأجرت معه لقاء الأحد فإلى نص الحوار.

أين كانت النشأة ومحل السكن؟

ولدت وعشت وترعرعت في منطقة السلمانية.

 

وأين كانت المراحل الدراسية؟

درست في مدرسة المتنبئ بالقضيبية ومدرسة النعيم، كنت من أوائل طلاب الثانوية العامة تخصص فيزياء ورياضيات حصلت عندها على بعثة هندسة كهربائية في جامعة البحرين، وكانت درجاتي عالية، ولكن منذ الصغر لم أجد في نفسي رغبة في مثل هذا النوع من الوظائف، وكانت الوالدة تهتم بدراستنا وأخواتي جميعهن طبيبات وأخي مهندس وكانت تطمح لأن أكون مثلهم وأدخلت فيّ روح التفوق منذ الصغر وكنت أستطيع الحصول على بعثة طبية بسهولة، إلا أنني أقنعت الوالدة بالدخول في تخصص جديد وهو إدارة نظم ومعلومات.

أحب أن أعمل كل شيء برضا الوالدين فهي سياستي في كل قراراتي فأحتاج مباركتهما للعمل الذي سأقوم به، حيث أؤمن أن قرارهما سيفتح لي أبوابًا من الرضا والسعادة، وإذا طبقت كلامهما حتى لو لم يعجبني ولكن لدي ثقة أنهم لن يقوما بتوجيهي لمضرة بل جميع ما يفعلونه محبة لي دون وجود مصلحة أخرى ومنذ صغري أحاول أقترب من الشيء الذي يرغبان فيه.

 

كيف أحببت التجارة؟

كان أبي صديقًا مقربًا من رئيس الغرفة السابق علي بن يوسف فخرو، ومنذ أن كان عمري 8 سنوات كنت أذهب مع الوالد لمحل فخرو، وكانا يتكلمان عن الصفقات والمشاكل التجارية، وكنت أركز معهما لأني أحب هذا النوع من الحوارات، وكيف يقوم هذا التاجر الكبير “علي فخرو” بإيجاد الحلول الصائبة والقرارات السليمة ويحاول أن يكون همزة وصلة فعالة بين التجار وأصحاب القرار.

بعد أن صار علي فخرو رئيسًا للغرفة، ذهبت معه في جولاته لغرفة الأحساء والكويت كان عمري حينها حوالي 12 سنة، عندما ذهبنا لغرفة الكويت في السنوات الحالية كانت هناك صورة لعلي فخرو وكنت أقف بجانبه.

والدي لم يكن تاجرًا بل موظفًا حكوميًّا فيما كان جدي وأعمامي يعملون بالتجارة، كما كان جدي لوالدتي يملك “برادة” وأذهب له يوم الجمعة وأقوم بالبيع واستلام النقود.

عندما كنا نذهب للسعودية أشتري بعض الأغراض من مصروفي الخاص وأبيعها على أخي وأخواتي حتى بالدين للتسهيل عليهم، وكنت أملك دفاتر للحسابات وأقوم بتسجيل أسمائهم وأخذ تواقيعهم أنهم قاموا بالشراء مثلما أراه في مكاتب التجار وكيف يتعامل التجار فيندهش أخوتي من ذلك، كما كنت أحب ألعب “المونوبولي” وأجبرهم على ذلك وكانوا يكرهون اللعب معي وأنهيها بامتلاك جميع ما يملكون.

 

ما أول عمل قمت به؟

كان يجب أن أقوم بالتدرب في إحدى الشركات واخترت شركة البحرين لمطاحن الدقيق، وكان حينها علي بن يوسف فخرو رئيس مجلس الإدارة، وفي ذلك الوقت كانوا يريدون الانتقال من المعاملات العادية إلى الأجهزة والأنظمة الحديثة، لذلك اخترت التدرب فيها، كان من المفترض أن يكون التدريب شهرين فقط ولكنني واصلت لمدة عام تقريبًا، حولت الدراسة مساء والعمل صباحًا في المطاحن، أسبوعيًّا كنت أعمل في أحد الأقسام حتى أستطيع فهم كيفية العمل هناك.

اتجهت للمبيعات وفتحت خطوطًا للشركة للتصدير للخارج أحببت العمل في الشركة، حيث رأيت فيها فرصًا وعقليات رائعة، فلذلك امتزجت  التقنية والشباب والأمل مع الخبرات الممتازة وحصلت على دعم من مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية والموظفين ولولا دعمهم لما وصلت لهذه النتيجة، حيث إنني اتفقت مع مجموعة تجار يتعاملون مع الصومال، وفي ذلك الوقت التعاملات هناك كانت صعبة وقمنا بعقد صفقة بأن نزود التجار بطحين ويبيعون على تجار الصومال ويستوردون مقابله مواشي، ويقوم الزبون الصومالي بفتح اعتماد بالبنك لحفظ الحق كما بدأ التاجر الصومالي باستيراد العلف من الشركة، كما كنت أمثل الشركة في كثير من المعارض وجهزنا لصفقات حتى لو تم توسعة المصنع للضعفين لن تكون هناك أي مشكلة، إذ إن الأسواق جاهزة ومستعدة للتوقيع، لم يكن هناك كميات طحين في المستودعات فجاء اتصال من مجلس الوزراء بإيقاف التصدير للخارج بسبب بدء أزمة طحين، وفي السنة التي عملت فيها في شركة المطاحن كانت السنة الوحيدة التي لم تأخذ فيها دعمًا حكوميًّا منذ افتتاحها.

 

متى بدأت أول مشروع تجاري؟

من بعد تجربة المطاحن اتجهت لفتح أول سجل تجاري رسمي عام 1998 لبيع أجهزة الهواتف، بداية فتح الأسواق، حيث إن هناك سوقًا واعدة لها، وطلبًا كبيرًا على الهواتف، كنت حينها لا أحصل على مصروف من أول دخولي للدراسة الجامعية، حيث كان لدي بعثة ومخصص من وزارة التربية والتعليم، كما كنت أمارس بعض الأعمال البسيطة وبدأت حينها المشروع بالمال وفرته منذ أن كان عمري 15 سنة بعدها اتجهت إلى الاستثمار في المطاعم والمقاهي.

قصة المقهى مختلفة، حيث كنا نجتمع مع الأصدقاء في أحد المقاهي، ولكنه يعاني من أمور مالية وعثرات، ولأني أحب المكان أحببت المساعدة في بداية الأمر، ولم يكن في عقلي أن أكون صاحب المكان، كانت فكرة لمجرد المحافظة على المكان، كان لدي مبلغ من مشروعي وجميع صفقاتي حوالي 15 ألف دينار لم يكن المبلغ يكفي لتغطية المصاريف، حيث إن المحل يحتاج لمعدات وترميم وغيرها واضطررت لبيع سيارتي إذ إنني توليت المسؤولية منذ التخرج من الثانوية العامة، كنت أساهم بمبلغ بسيط بشكل شهري مع الأهل وقالوا لي إن جميع المبلغ متوفر ولا نحتاجه ولكننا كنا فخورين بك وسعدنا بمشاعرك تجاهنا ولكن لم أقبل واعتبرتها هدية لهم.

ولم يكف ذلك واضطررت لأخذ قرض مع أنه كان وقتها من الصعب إعطاء القرض لشخص أو صاحب عمل غير معروف ولم يكن هناك مؤسسات مثل “تمكين” وبنك البحرين للتنمية، كان مدير البنك وقتها صديقي وعندما رأى عزيمتي لم يستطع أن يخيب أملي ووافق على القرض بكفالته دون أن يخبرني بذلك، وكان مبلغ القرض 5 آلاف دينار.

المكان كان بحاجة لإعادة إعمار وتعديل وتأثيث وهو أول تحد تعبت كثيرًا حتى استطعت جعله يقف على قدمين استمررت بالتحدي لمدة 3 سنوات تقريبًا لم أستطع وقتها افتتاح مشروع آخر أو تطويره، وبقيت بسيارة إيجار لمدة عامين، حيث إن أولويتي تخطي أزمات المقهى وهناك من وقف معي، وهناك من حاول مضايقتي ولكن بالإصرار والتوفيق من الله ورضا الوالدين تخطينا الأزمات واستطعت توسعته وافتتاح 4 فروع.

 

ما الأعمال والاستثمارات الأخرى التي مارستها؟

فتحت مشاريع أخرى من عام 2000 حتى 2005 لم أنجح فيها وأغلقتها منها مطعم مشاو وصالون، كنت أعمل دراسة بسيطة وأعطي المشروع فترة إذا لم يحقق لي النتائج المتوقعة أتخلص من التزاماته وأغلقه. وفي العام 2006 جربت الدخول في المشاريع العقارية مع شريكي أحمد مرزوق حيث إنه يمتلك خبرة عقارية كبيرة.

 

هل تجد نفسك في القراءة؟

أحب قراءة كتب قصص نجاح كبار التجار على مستوى الخليج، حيث إننا نعيش نفس الاقتصاد وتهمنا خبرتهم، مثلا أحب قراءة سلسلة كتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التي تحكي عن رؤيته والإدارة والإصرار والعزيمة، كما أقرأ كتب عائلة القصيبي وكيف بدأت في عالم التجارة، كما قرأت كتاب قصة نجاح يوسف خليل المؤيد.

 

هل وثقت لقصة نجاحك في كتاب؟

أنا أكتب حاليًّا مقالات أسبوعية في إحدى الصحف المحلية أركز فيها على المشكلة التي واجهتها خلال الأسبوع وما هو الحل بنظري، وأفكر لجمع تلك المقالات وتوثيقها في كتاب.

ما النصائح التي كان يسديها لك والداك وتساعدك؟

أبي كان دائمًا يقول لي تعامل مع الناس مثلما تريد أن يعاملوك وإذا سمعت كلامًا من شخص لم يعجبك أولاً ضع نفسك مكانه، وفكّر ما الذي تريد أن تسمعه ومن ثم رد عليه، كما كان يقول لي خذ كل شيء حسب حجمك واستطاعتك، إن سورة يوسف تمثل واقعنا فنحن في مراحل الرخاء ثم الشدة والسنوات العجاف وتعاد الدورة مرة أخرى، فالإنسان يكون في امتحان خلال مراحل حياته، ويجب أن يعرف كيف يجهز لها.

أما الوالدة فكانت تحثني على العمل ودراسة العمل حتى أستطيع فعله بإتقان وجودة، دائمًا توصيني أن أعمل الشيء المقتنع به وحتى يكون مميز.

 

كيف تساندك زوجتك في عملك؟

زوجتي متفهمة ومتعاونة جدًّا بحكم طبيعة عملي وعلاقاتي، حيث مرتبط بجمعيات غير ربحية، منذ بداية عملي من بعد الوالدين فهي أول من آمن بقدراتي ودائمًا تحاول دعمي بكل الطرق وبشكل أفتخر به.

 

حدثنا عن ذريتك؟

لدي 3 بنات، فاطمة 11 سنة، زينب 7 سنوات، آمنة 4 سنوات.

هل تحب السفر والسياحة؟

أنا بحكم عملي كثير السفر، ولكن التزامات العائلة أهم من كل شيء، بالنهاية كل الأعمال تكون لمصلحتها ولنتمكن من العيش معها يجب أن لا نتمسك بالفرع وننسى الأصل، في السفر الخاص بالعمل تكون أيامه محددة وأرجع مباشرة بعد تأديته.

أحب السفر إلى إنجلترا لأني أملك فيها ذكريات كما أن هناك عددًا من الأصدقاء وأخي يعيش هناك، كما أحبها لإعجابي بنمط الحياة وأقضي الرحلة خارج لندن مع المجتمع الأوروبي الأصلي، أما الدول العربية فأحب السفر إلى مصر لأنها مليئة بالحيوية والشعب المصري مثقف، يوميًّا يكون هناك موضوع جديد، كما أحب المواظبة على السياحة الدينية وملتزم بها بشكل سنوي وأحاول المحافظة عليها قدر المستطاع.

 

كيف تقضي يومك؟

في البداية، أقرأ الصحف جميعها بالتفاصيل إذا كنت أملك الوقت الكافي أو أكتفي بالصفحات الاقتصادية وأقرأ المتبقي خلال بقية اليوم، ثم أمارس الرياضة لمدة نصف ساعة قبل الإفطار، ثم أذهب للإفطار مع الوالدة لأنها فرصة للحديث معها، ودائمًا أضع مواعيدي الرسمية قبل الذهاب للمكتب. في المساء إذا كان هناك عمل لم ينته أعود للمكتب حتى وقت متأخر من الليل، وأتعشى مع الأهل إذ أحرص أن أكون متواجدًا معهم. ثم أذهب لمتابعة العمل في المقاهي حتى العاشرة مساء وإذا كان هناك ارتباطات وزيارات أؤديها حتى 11 مساء وفي 12 ينتهي يومي عادة.

أيام الجمعة تكون مخصصة للعائلة.