العدد 2197
الإثنين 20 أكتوبر 2014
banner
القدس في خطر د.محمد المحاسنه
د.محمد المحاسنه
تحليل إخباري
الإثنين 20 أكتوبر 2014


عندما احتلت إسرائيل القدس الشرقية بمعنى المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية عام 1967 لم تقم بتنفيذ ما تخططه تجاه المقدسات الإسلامية على الفور، لأن الأمر يتعلق بمقدسات لأكثر من مليار من البشر لا تريد اسرائيل ان تستفز فيهم ردود الأفعال غير المحسوبة من قبل اسرائيل، بمعنى انها سارت على نهج النفس الطويل الذي معه يمكن اتخاذ اجراءات تنتهي الى الأهداف الإسرائيلية تدريجيا وتتخذ من الوسائل ما يعالج الأمة العربية والإسلامية وصولا الى ما نحن عليه الآن على الأرجح، حيث تحول الوطن العربي الى رقعة مستباحة، تتسابق الأمم على نهب ما تستطيع من هذا الجسد شبه الميت، فعندما تشن الحرب من قبل الكل على الوطن العربي تحت ذريعة الإرهاب لتقاسمه كمواطن نفوذ دون ان يعي الكثيرون ما يجري من حولهم فإن اسرائيل بإمكانها ان ترصد في الأمة خللا معه يتأكد لها ان الوقت قد حان للدخول في الخطوات الجدية لتهويد الحرم القدسي الشريف، لقد بدأت اولى الخطوات بالحفريات تحت الحرم القدسي وغاية الحفريات هي ايجاد آثار تدل على ان هيكل سليمان كان مبنيا هناك ولم يجد اليهود أي اثر يدل على ذلك حتى الآن، ثم تطورت الحفريات الى اختراقات للمسجد الأقصى أشعلت انتفاضة في إحداها، ثم تطورت الى السماح للمتدينين اليهود بزيارة حائط ما يسمونه المبكى، ثم عمدوا الى الدخول لممارسة شعائرهم عند الحائط من داخل الحرم، وأخيرا تطورت الحالة الى تقسيم زماني ومكاني للحرم بين المسلمين واليهود حيث يمنع الآن المسلمون من صلاة الصبح في الأقصى، وعلى الأرجح إن حادثة احراق الأقصى من قبل روهان اليهودي الذي قيل إنه مختل عقليا عام 1968 لم تكن الا في سياق المخطط الإسرائيلي.
في هذا الزمن الذي أصبحت فيه الدول العربية منشغلة بحروب شتى ودول الربيع العربي تصنع الحداد بسبب تمسك الدولة العميقة بالحكم مواجهة الديمقراطية حتى أصبح العدو الداخلي من الإخوة والأشقاء المنافسين أشد عداوة من اسرائيل نفسها بل على العكس هنالك من هو متحالف مع اسرائيل ضد العدو الداخلي الذي يريد ان ينافسه.
في ظل هذه الأوضاع نعتقد ان اسرائيل اصبحت قاب قوسين او ادنى من الاعلان عن النهايات الخاصة بالاقصى وربما عن البدء بتدشين هيكل سليمان المزعوم، وبالمناسبة هيكل سليمان تزعم اسرائيل ان مكانه هو حيث يوجد مسجد قبة الصخرة المشرفة الآن، نعم يريدون بناء الهيكل على المكان الذي منه عرج برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الى السماء.
هل تتنبه أمة العرب والمسلمين لما يجري، هل من متابع لتسلسل الأحداث كيف تجري ومدى ارتباطها بالفوضى التي تعم عالمنا العربي الآن، افعل شيئا من اجل الأقصى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية