العدد 2234
الأربعاء 26 نوفمبر 2014
banner
مازال الوقت مبكرا للتقييم أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الأربعاء 26 نوفمبر 2014

في الحقيقة مازال الوقت مبكرا لإجراء تقييم شامل للانتخابات الحالية التي تجري في المملكة خصوصا وهي لا تزال تجري ولم تنته، ولكن ذلك لا يعني عدم وجود مؤشرات أولية أفرزتها الجولة الأولى، مع أن هذه المؤشرات لا تعطي التقييم العلمي المطلوب والذي عليه يمكن البناء للمستقبل، ولكنها توحي ببعض الأمور السريعة التي على أساسها يمكن البناء للجولة الثانية المقرر لها يوم السبت القادم.
أول المؤشرات هي ما يمكن وصفه بالكارثة التي نزلت على تنظيم تجمع الوحدة الوطنية الذي لم تتمكن العناصر المرشحة من قبله من المنافسة على أقل تقدير – ولا نقول الفوز - مقارنة بالحجم الذي يحتله هذا التنظيم في الساحة السياسية والإمكانات المتوفرة لديه، هذه الكارثة تعني وجوب المراجعة الشاملة للعملية السياسية برمتها والتي عليها التجمع وضرورة الإجابة على السؤال الذي يبحث عن السبب، سبب سقوط جميع العناصر – حتى الآن – المنتمية للتنظيم في هذه الانتخابات، فهل هذا السقوط بسبب العناصر نفسها أم بسبب التنظيم ام تختلط الأسباب بين هذا وذاك.
في اعتقادي ان هذا الفشل يستدعي عقد مؤتمر استثنائي للتجمع للبحث في تلك الأسباب ومحاولة تدارك الأمر للدورة القادمة والبحث في ما إذا كان السبب كامنا في الأسلوب أم في القيادة، وحين نقول القيادة فإننا لا نعني أسماء بعينها – لمن يبحث ويصطاد في الماء العكر – ولكن نعني القيادة بمجملها ومجموعها – من هيئة مركزية ومكتب سياسي ودوائر... الخ - وما إذا كانت على مستوى المسؤولية المناطة بها أم لا وما إذا قامت بما عليها كما يجب أم أنها السبب في ما حدث؟ وهل السبب في العناصر التي تم اختيارها، وهنا تقع المسؤولية كذلك على القيادة وأسلوب تعاطيها مع العملية السياسية الانتخابية أم هناك أمور أخرى تداخلت في العملية وأثرت فيها.
ربما لم يبال الإخوة في التجمع بالكثير من النقد الذي وجه في الفترة الماضية ولم يعيروه الاهتمام المناسب، ولو فعلوا ذلك لتغيرت أمور كثيرة ولم تحدث هذه الهزيمة غير الطبيعية لمترشحيهم كما رأيناها هذا الأسبوع، وما يبدو من النتائج أن الارتباط الجماهيري لم يكن بالصورة المناسبة، أو أنه كان يسير في اتجاه مغاير للتوجه المطلوب جماهيريا مما دفع بالناخب للعزوف والتوجه جهة أخرى وكأنه اراد توجيه رسالة واضحة لتجمع الوحدة الوطنية مفادها أن ما أنتم عليه ليس هو الذي نريد وأننا – أي التجمع والناس – في مسارين مختلفين وأن المطلوب هو العمل على توحيد هذين المسارين، وأن ذلك يجب أن يتم من قبل قيادة التجمع على وجه السرعة حتى لا يتحول إلى صورة مشابهة لغيره من التنظيمات التي تفاخرت كثيرا بجماهيريتها ثم تبين فجأة أنها لا تملك تلك الجماهير التي نبذتها سياسيا ولكن ما أنقذها من الفضيحة أمور أخرى لا علاقة لها بالسياسة.
نحن حين نكتب ونقول هذا الكلام فإننا نفعل ذلك من زاوية المصلحة العامة وللتأكيد على مبدأ النقد الغائب عن فئة كبيرة من ممارسي العمل السياسي ومحاولة منا لنزع الغشاوة عن أعين كثيرة لا تريد أن تنظر إلى الواقع ورغبة في تصحيح الوضع غير الصحيح لعل وعسى أن ينتج النقد شيئا إيجابيا يستفيد منه المواطن قبل التنظيم السياسي.
أما باقي التنظيمات فنعود إليها في مقال قادم بعون الله ثم نتناول بعد ذلك التقييم الشامل عندما تضع معركة الانتخابات أوزارها... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية