العدد 2197
الإثنين 20 أكتوبر 2014
banner
الشروع في حرب الشعارات أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الإثنين 20 أكتوبر 2014

يوم أمس أغلقت لجان الترشح، واليوم سوف يتم الإعلان عن الأسماء النهائية للمترشحين، وفي هذه الدورة يلاحظ توجه أغلبية المترشحين للمجلس النيابي بعيدا عن البلدي الذي مازال مترشحوه حتى الآن أقلية والسبب ربما يكون عند البعض هو البحث عن الذات ومحاولة السمو كون التواجد في المجالس البلدية لا يعطيهم ذلك (طبعا حسب فهمنا لرأيهم) مع أن هذا غير صحيح، وربما يكون من ضمن الأسباب عدم وجود صلاحية حقيقية ومحددة لعضو المجلس البلدي، يضاف إلى ذلك أن الصورة الإعلامية والسياسية مركزة أكثر على المجلس النيابي وبعيدة نوعا ما عن المجلس البلدي، وقد تكون هناك أسباب أخرى داخل أطراف متعددة، فكل طرف يغني على ليلاه.
المهم أن الوقت بدأ لما يمكن تسميته حرب الشعارات عند المترشحين للمجلس النيابي، كل مترشح يرفع شعارا معينا يأمل من خلاله جذب الناخب ناحيته، وللجميع الحق في ذلك فكل منهم يخوض حربا من نوع ما لا يرفع فيها السلاح المستخدم في أماكن كثيرة في وطننا العربي اليوم والذي به يتم زهق الأرواح، ولكن سلاحه عندنا وفي هذه الأيام الكلمة والصورة، الكلمة التي يريد صاحبها من خلالها أن يدخل قلوب البشر، والصورة التي تعطي له قدرا عندهم، ومع التأثير الكبير للكلمة والصورة ولكنها قد لا تتناسب والوعي الذي يجب أن يتحلى به الناخب في الكثير من الأماكن، بل هي تعتمد اكثر على نقص الوعي لدى الناخبين، فهذا الوعي يدفع بأغلبية الناخبين إلى التوجه نحو منحى آخر وهو المترشح ذاته وليس ما يقوله قبل التصويت ولا ما يرد في برنامجه الانتخابي، فالحقيقة أثبتت لدى الأغلبية الساحقة من الناخبين، ولا نقول جميعهم حيث إن القلة منهم مازالت مغيبة عن الواقع وبعيدة عنه، أثبتت هذه الحقيقة أن البرامج التي تم طرحها في السابق لم يتحقق شيء منها عند من أوصله الحظ ومعه أمور أخرى إلى المجلس النيابي، فما كتبوه وصرحوا به قبل الانتخابات تغير كثيرا بعد ظهور نتائج التصويت، وعند معظمهم انقلب كل شيء وتبدل وكأنهم أناس آخرون غير الذين سمعناهم خلال الحملة الانتخابية.
هذا الوضع دفع بالكثيرين للتفكير في العزوف عن المشاركة، وهذا أمر لا نتفق معه بالطبع، ففي ظل الظروف التي تعيشها المنطقة يكون واجبا على الجميع المشاركة السياسية الفعالة وليس تركها لقلة قد لا تستطيع توجيهها الوجهة السليمة، المهم أن الواجب الحالي على المواطن الإنسان الذي لديه الحق في الانتخاب هو التوجه إلى ذات المترشح أكثر من توجهه إلى ما يقوله، بالتالي فعلى الناخب البحث والتعمق في سيرة الجميع، جميع المترشحين وتاريخهم السياسي والاجتماعي قبل النظر في كلامهم النظري في الكتيبات والنشرات الكثيرة والمتناثرة أثناء الحملة الانتخابية أو ما يقدمونه له أثناء الحملة، لأن شخصية الإنسان وفكره وقدرته على العمل تكون واضحة جلية من خلال سيرته الذاتية التي تبين قدرته أكثر مما يبينها ما هو مكتوب عنه أو ما كتبه هو عن نفسه، وفكره الإنساني يكون واضحا في مواقفه السابقة وأعماله التي تبناها في السابق وما يمكن ان يكون قد قدمه من تضحيات على مدار تاريخه، جميعها تبين ما إذا كان قريبا من المواطن الإنسان وقادرا على خدمته الخدمة الحقيقية الخالية من المصلحة الذاتية والتي تضع في الاعتبار الوطن والأمة أم لا.
بالتالي فإن خدمة هذا الإنسان المواطن يجب ألا تكون وقتية مؤقتة خلال فترة الحملات الانتخابية فقط ثم تنتهي بعد ذلك ويخسر بسببها الإنسان لمدة أربع سنوات قادمة لا يتم من خلالها فعل إيجابي حقيقي يعينه في حياته اليومية ويحقق له ما يأمله من خلال المجلس، ولكن الخدمة الحقيقية تكون في هذه الأربع سنوات بمواقف وطنية وإنسانية يمارسها من يصل إلى هذا المجلس، وهنا يأتي دور الناخب الحقيقي... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية