العدد 2137
الخميس 21 أغسطس 2014
banner
ومضات
الخميس 21 أغسطس 2014

حال الأمة هو الاسم الذي يحمله التقرير السنوي للمؤتمر القومي العربي حيث يعرض على المؤتمرين ويستعرض معدوه أحداث الأمة العربية خلال عام، أي بين فترتي انعقاد المؤتمر سنويا، ومن خلال العرض يجري الحوار بين أعضاء المؤتمر لتحديد المواقف من تلك الأحداث، ثم بعد الحوارات المطولة التي تستمر لعدة جلسات وعلى مدى ثلاثة أيام تقريبا يتم إصدار تقرير من المؤتمر يبين المواقف الأخيرة مع الملاحظات التي يبديها المؤتمرون.
ومنذ بداية هذا المؤتمر لم تكن أحوال الأمة تسر الحاضرين الذين يحملون فكرا قوميا عربيا جمعهم في عصر الردة القومية التي اجتاحت الوطن العربي منذ أكثر من أربعة عقود، لربما تكون هذه الردة والحال غير السوي الذي عليه الأمة هو أحد وأهم أسباب بزوغ فكرة المؤتمر القومي العربي.
في البداية كان أحد أهم أهداف المؤتمر هو محاولة انتشال الأمة مما وصلت إليه خصوصا بعد الحرب الأهلية اللبنانية والحرب العراقية الإيرانية ثم اجتياح العرق للكويت والسلسلة تطول، بمعنى أوضح أن الأمة أصابها الانحدار حتى في ظل لقاء مفكريها وسياسييها طوال الأعوام الماضية وفي ظل الأوراق الكثيرة التي حوت التقارير التي تحدثنا عنها والآراء الكثيرة التي تتحدث عن كيفية العمل على النهوض بهذه الأمة المنكوبة ببعض من فيها، ومع ذلك وصلت الأمة إلى مستوى لم تصله قبلا بل هي معرضة للتمزق أكثر مما هي ممزقة أصلا مع أن المؤتمرات التي تحدثنا عنها وما شابهها كانت تسعى للتوحيد كأحد أهدافها التي نشأت من أجلها.
يحاول الكثيرون البحث في الأسباب التي أدت إلى ما نحن عليه والغوص في أعماق المجتمع العربي والتغيرات التي جرت على الفكر الفوقي والتحتي العربي وأي منهما دفع إلى هذا الحال، لاستكشاف ما يمكن فهمه من تلك الأسباب وصدرت ربما آلاف الكتب حول هذه القضية وحوت الكثير من الأدلة والبراهين على ما وصل إليه واضعوها ومع ذلك نجد النتيجة صفرا إن لم تكن سالبة، أي دون الصفر، وتناول البعض منها الجوانب السياسية من حريات وديمقراطية وما إلى ذلك وجعلت منها الدافع أو الموصل لهذا الحال، وتناول البعض الآخر أسبابا اجتماعية واقتصادية كالعدالة الاجتماعية والتمييز والفوارق الطبقية والتوجه الرأسمالي ورأوا أنها أثرت أكثر من غيرها مع أن البعض منهم يرى كل ذلك يمكن أن يكون مجتمعا في بوتقة واحدة وهي غياب الديمقراطية في المجتمع العربي، وأن غياب هذه الديمقراطية مثل المفتاح كل الذي أوصل الأمة إلى ما هي عليه والذي جعل من كل عام أسوأ من العام الذي قبله، وأن انتشار الديمقراطية هو المفتاح المضاد والقادر على انتشالها من حالها.
هم يرون أن الديمقراطية الشعبية الحقيقية والقائمة على أسس صحيحة هي التي تجلب الحريات، وهي التي تمنع التمييز وتنشر العدالة الاجتماعية، وهي التي تمنع التفكك في المجتمع وترسي المساواة بين البشر وبمعنى أوضح فإن هذه الديمقراطية هي الوسيلة لتحقيق غايات المجتمع السامية وتدفع لوحدة الأمة أو على أقل تقدير توحد أهدافها وغاياتها، فهناك من يرى أن الديمقراطية هي الحل السحري لما تعانيه أمتنا من مشاكل وانقسامات.
الديمقراطية، حسب ما يرون، هي الديمقراطية المجردة البعيدة عن التأثيرات الأخرى، أو بمعنى أقرب هي التي تتعامل مع الإنسان كإنسان بغض النظر عن موقعه الطبقي أو القبلي أو الديني أو العرقي أو غيرها من المنغصات التي تؤثر بالسلب على الديمقراطية الشعبية.
لذلك من المهم محاولة معرفة كيف يمكن أن تؤثر تلك الأمور على المسيرة أو التطبيق الديمقراطي الحقيقي والتي من خلالها يمكن فهم المقصود بتلك المصطلحات... يتبع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية