العدد 2207
الخميس 30 أكتوبر 2014
banner
مترشحون ويدّعون زورا! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الخميس 30 أكتوبر 2014

ظاهرة غريبة تحدث هذه الأيام ونحن نعيش العرس الانتخابي وبالأخص في مدينة المحرق، حيث لوحظ أن بعض المرشحين يتحدثون بأنهم مدعومون من بعض الجهات أو من قبل بعض القيادات السياسية وغيرها، وهذا استغلال واضح وتصرف غير مسؤول لا يأتي إلا من المرشح الذي لا يملك ثقة في نفسه ويترنح ويريد أن يسند طوله على أية جهة زورا. ولهذا فمن الواجب أن تنتبه تلك الجهات إلى من يحاول أن يستغل اسمها وتصدر بيانا للرأي العام توضح فيه عدم دعمها لأي مرشح وتنأى بنفسها عن القيل والقال بدلا من هذه الضبابية.
من يحاول أن يلصق نفسه عنوة بأية جهة بغية الفوز بالكرسي من المؤكد أنه مرشح مهزوز وغير كفء، وهذه النوعية لا يمكن أن تدخل البرلمان لأنها غير قادرة على العطاء أصلا.
نقطة أخرى أود إثارتها تتعلق بالكفاءة وتحمل المسؤولية، النائب الذي أثبت كفاءته في الدورة السابقة وكان بالفعل مدافعا عن حقوق المواطنين بصرف النظر عن تحقيق شيء على أرض الواقع أم لا، سيجد له السند القوي من قبل الناخبين إذا ما أراد الترشح مرة أخرى للمجلس، ولعل أكثر من كان يعمل في البرلمان السابق هم المستقلون، فالجهود النشيطة التي بذلوها كانت واضحة ولم يكونوا مثل “كتل الجمعيات الإسلامية” التي لم تقدم شيئا يذكر للمواطن وكل عملهم كان للمنافع.
هناك نواب معروفون بوسائلهم الفعالة وتحملهم المسؤولية، وهناك نواب وأكثرهم من الجمعيات الإسلامية عملوا على عرقلة عدد من المشاريع التي تفيد المواطن بسبب قلة خبرتهم في المجال الاقتصادي وعدم امتلاكهم للمؤهلات التي تجعلهم يخوضون في هذا المجال، نواب قدراتهم وطاقاتهم ضعيفة ولا يستحقون ان يكون لهم مكان في الفصل التشريعي القادم.
من عمل بصورة إيجابية يستحق الشكر وأي مشروع يصب في مصلحة الوطن ويتجه صوب هذا الهدف يجب أن نشير إليه، حتى لو جاء من نائب ينتمي لجمعية سياسية أو غيرها. فمن نراه يسير للبناء والتطوير وينطلق من أساس متين لمصلحة الوطن سنقول له شكرا من الأعماق، لا يهمنا إن كان مستقلا أم منتميا إلى جمعية سياسية. ومن يتجاهل مطالب المواطنين ولم يقدم أية مكاسب تذكر وعمله غير مسؤول سنقول له عذرا.. مكانك ليس هنا إنما في بيتك!
الوطن بحاجة إلى القيادات والنواب الذين يعرفون أصول العمل ويدركون الأدوات التي يمتلكونها من اجل “التناطح مع الحكومة” دون خوف أو تردد. الناس تطالب وبعد كل هذه السنوات بالنائب الواعي الذي يسخر كل جهده لخدمتهم واقتراح المشاريع المفيدة وليس “التعجيزية”.
لا تنظروا إلى الأسماء إنما إلى الأفعال، ولكن للأسف لا تزال هناك عقليات تمجد الأسماء وتعتبرها منزهة عن الخطأ وبالأخص إذا كانت قادمة ومرشحة من جمعيات إسلامية.  المرشح الواعي من السهل تحديد سماته، وكذلك النائب الذي سبق ان مثل دائرته في البرلمان، نريد مرشحا يعرف بكل اقتدار حجم متطلبات العمل البرلماني ويخوض المعترك بكل نجاح ويستطيع أن يحقق معطيات نضالية واضحة المعالم من اجل خدمة المواطن البحريني. نريد مرشحا يقظا وشديد الكفاح باتجاه مصالح الناس الكادحين.
كل ما نتمناه على صعيد الانتخابات أن يكون اختيار الناخب صائبا بعيدا عن ضغوط تلك الجمعيات وممارساتها والدعوات المنمقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .