العدد 2203
الأحد 26 أكتوبر 2014
banner
“البحرين بلد عجيب أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الأحد 26 أكتوبر 2014

اعتدت دائما في كل سفرة عمل أن أستكشف رأي الناس في أي بلد كان عن وطني الحبيب “البحرين”، فأنا لست مجرد ضيف بقدر ما أنا سفير لوطني ويهمني ما يقال عنه.
مؤخرا عدت من مدينة مراكش المغربية بعد أن شاركت في فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري “دورة أبي تمام الطائي” واحتفاليتها بيوبيلها الفضي مع جمع غفير من الأدباء والمفكرين والإعلاميين من كل أرجاء العالم. وكعادتنا بعد كل ندوة نجلس لنتبادل أطراف الحديث في مختلف شؤون الأدب والفكر، وبينما نحن كذلك، سألني أحد الإخوة من مصر عن استعدادات البحرين للانتخابات، فقلت له “كل شيء يسير والجميع ينتظر هذا العرس الانتخابي الوطني”. قال “جميل ربنا يوفقكم”.
بعد ذلك تدخل أحد الأدباء من المغرب الشقيق وقال لي ولكنه بطبيعة الحال كان موجها كلامه للمجموعة بما معناه: “البحرين بلد عجيب.. فهذا البلد الصغير استطاع ان يعطي كل الدول العربية درسا في كيفية التعامل مع المؤامرات التي تحاك ضد الأوطان. وضعنا أيدينا على قلوبنا خوفا على البحرين من الانزلاق في أتون الحرب الأهلية وما يسمى بالربيع العربي، ولكننا سرعان ما أدركنا أن لهذا البلد قوة لا تقهر ولا يمكن أن تقهر. قوة البحرين تكمن في وعي شعبها الذي رفض المساومة على أرضه وتمسك بقيادته”.
هنا تدخل زميل من مصر العروبة بعد أن احتد النقاش وقال: “ده البحرين مدرسة.. اه والله العظيم مدرسة دون مجاملة”، سألته لماذا أستاذ أحمد؟ قال: “هو اللي جاكم شويه، مليارات الدولارات صرفت عشان يشوهوو سمعة بلدكم.. ماكينات إعلامية غربية وعربية شغاله عليكم ليل نهار. جمعيات حقوقية ومش عارف أيه شغالين عليكم بالكذب والزور، حاجه خيال، اي دولة في حجم البحرين مش ممكن تقدر تصمد مع كل ده، ولكن الكبير يبقى كبير، بلدكم كبيرة بقيادتها وشعبها”.
قلت لهم أشكركم على هذا الحديث وشعوركم تجاه البحرين، فإذا كانت البحرين قد تجاوزت تلك الأيام العصيبة وما كان يراد لها، فكل ذلك بفضل من الله ثم بفضل بيت الحكم والوقفة الوطنية المشرفة لشعب البحرين الذي كان سدا منيعا أمام تلك المؤامرة القذرة. ولا ننسى أيضا وقفة إخواننا في دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسهم الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية. وها هي البحرين كما تسمعون تعيش أعراسا انتخابية وباب المشاركة مفتوح حتى للمعارضة التي رفضت المشاركة وقاطعت الانتخابات، البحرين بلد الجميع ومن يقاطع هو الخاسر.
أحد الشعراء من مصر أيضا قال بلهجة “حماسية” بعد أن سمع عن المعارضة: “قرأت كثيرا عن ما يسمى بالمعارضة في البحرين، وعرفت عن طريق بعض الأصدقاء أن هذه المعارضة تحظى بكل شيء، تجمعات مرخصة ومسيرات ومشاركة في البرلمان وصحيفة يومية مقربة منهم علاوة على جهات إعلامية أخرى، ما تحصل عليه المعارضة في البحرين ربما لا نجده في كثير من دولنا العربية. ولكن رغم ذلك نرى الطريق الذي تسلكه هذه المعارضة لا يمكن أن يكون طريقا صحيحا لأية معارضة في العالم، لأول مرة نسمع أن هناك معارضة تتحدث في كل خطاباتها نيابة عن كل الشعب، هذه نظرية خاطئة وأسلوب غبي يؤكد ضحالة فكر من يقود تلك المعارضة. هناك فرق بين الجماهير وبين الشعب، المعارضة قد تمتلك الجماهير التي تسير وراءها، ولكنها لا تملك الشعب بكل فئاته حتى تتحدث نيابة عنه. هذه مسألة غاية في الأهمية ويبدو أن المعارضة في البحرين تحاول أن تخرج رأسها من خلال نوافذ وأبواب لا يمكن فتحها، لأن المفاتيح في يد غيرها، في يد من يرفض أن تتحدث باسمه تحت مصطلح الشعب”.
ها هي البحرين، أينما نكون ترفع رأسنا وتجعلنا بحق نفخر بأننا من دار بوسلمان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .