العدد 2200
الخميس 23 أكتوبر 2014
banner
“مخالفات بلدية ونواب ضعفاء!” أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الخميس 23 أكتوبر 2014

في الأسبوع الماضي كتبت عن مشكلة أحد المواطنين مع جاره الذي تجاوز القانون وأخذ يبني أمام منزله دون وجه حق ضاربا بعرض الحائط كل رسائل المخالفات التي وصلته من قبل بلدية المحرق. ولكنني اكتشفت بعد ذلك أن هناك العديد من التجاوزات في مختلف مناطق المملكة وكأن البلد تسير دون قانون البلديات. هناك من يبني طوابق إضافية في منزله دون اخذ تصريح من البلدية، وآخر يتعدى على مساحات الدولة بطرق ملتوية ويضمها إلى بيته أو أملاكه. وهناك من يشغل الطريق العام ويضايق المواطنين من مشاريعه، وغيرها من التجاوزات والمخالفات التي لا يعقل أن تكون البلدية لا تعرف عنها أي شيء. ربما يكون عدد المفتشين قليل في المنطقة ولكن هذا ليس عذرا يجعل التجاوزات تصل الى هذا الحد.
مشاكل المواطنين مع “روتين البلدية” أصبح لا يطاق، فإضافة الي بطء الاجراءات والتعقيدات التي تواجه الشخص الذي يريد ان يبني، هناك ايضا تجاهل واضح للمخالفات التي تحدث في مختلف محافظات المملكة، وأنا على يقين لو قامت البلدية بحملة حقيقية وبنية وعزم على إزالة المخالفات وتحذير المخالفين، لاكتشفت العجب، ولكن يبدو ان الحملات التي تقوم بها البلدية بين فترة وأخرى حملات متواضعة أو حملات “ناعمة” بحيث لا تردع أي احد وتضايقه.
قبل فترة سمعت من أحد الأصدقاء أنه شاهد مفتشا للبلدية يطوف على عدد من البيوت في منطقة ما، وكانت التجاوزات والمخالفات واضحة وبينة أمام المفتش، ولكن كان يمر أمامها سريعا وكأنه لا يراها، وحينها استنتج الصديق أن الموضوع أكبر من مفتش، ماذا عسى هذا المفتش أن يفعل أمام مخالفات جسيمة وربما في بيوت ومبان لـ “هوامير”!
وللأسف دور المجالس البلدية في المحافظات لا يرتقي والدور المنوط بها، وأكثر ما يفعله النواب البلديون الوعود والكلام المعسول والنتيجة صفر. مجالس يجتمع أعضاؤها ولكن دون نتيجة تذكر. خذوا مثلا مجلس بلدية الوسطى “سابقا”، لم يستفد المواطن من أي نائب بلدي وكل ما أخذناه منهم مجرد وعود. حدائق ومنتزهات عفى عليها الزمن ومليون رسالة تم توجيهها الى النواب من اجل التحرك ولكن دون جدوى “ولد عمك أصمخ”.
أنا أتحدث في زاوية اليوم عن المخالفات ومعاناة المواطنين مع البلدية، من أجل إيصال رسالة الى كل المترشحين للمجالس البلدية بضرورة العمل الجاد والمخلص في هذا العمل المضني. أحد الإخوة المترشحين للمجلس البلدي في المحافظة الشمالية قال لي “سألني أهالي الدائرة، ما هو برنامجك، قلت لهم، لا برنامج لدي، ما تريدونه سأفعله لكم”، بالله عليكم هذا رد! هل يعقل أن يدخل اي نائب الانتخابات دون ان يكون عنده برنامج واضح؟
مع كل اسف لغاية الآن لم يع النائب البلدي حقيقة عمله ومهمته رغم مرور سنوات عديدة على المشروع الإصلاحي لسيدي جلالة الملك. نواب ضعفاء وغير قادرين على رسم خريطة واضحة المعالم لعملهم.
البحرين بحاجة الى انتفاضة حقيقية في وجه المخالفين والمتجاوزين وهذا لن يتحقق الا بوجود مجلس بلدي قوي وجهة عليا صارمة لا تعرف التساهل مع اية جهة كانت.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .