العدد 2179
الخميس 02 أكتوبر 2014
banner
من هو المرشح “بياع الحجي”؟ أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الخميس 02 أكتوبر 2014

نظرية الكذب والضحك على الناخبين ستزداد هذه الأيام، وأبواب النفاق أيضا ستفتح بحثا عن المصلحة وترس الجيوب، مفاهيم كثيرة ستتغير وستتبدل وتتلون الوجوه. أعرف صديقا قال لي إنه شاهد أحد الأشخاص يدخل مجلس مرشح ويخرج إلى آخر، ساعة هنا وساعة هناك، وعنده سؤاله عن أي المرشحين سيعطي صوته قال، لا هذا ولا ذاك، سأعطي صوتي للمرشح الذي لا يستغلنا ويكذب علينا بهذه “العزايم”!
هذه الرحلات التي يقوم بها الناخبون لمجالس وخيام المرشحين تحرك طبيعي، فكما يريد المرشح اغراء الناخب كذلك الناخب يريد استغلال المرشح، القضية متعادلة، ولكن ما نريد إيضاحه هو أن المرشح الذي لديه ثقة في نفسه ويسير في المسار الصائب المتمثل في خدمة المواطن لا يحتاج الى تضليل الناس والضحك عليهم من خلال أساليب غاية في المكر والخبث. فالعزائم وترس البطون وتوزيع الثلاجات والمكيفات وخياش الأرز أصبحت أساليب قديمة وتضر بالمرشح اكثر مما تنفعه.
الأخطاء والإفرازات السلبية التي تمخضت عنها التجارب السابقة يجب أن تنتهي اليوم، وهذه الظواهر المسيئة التي يمارسها بعض المترشحين في فترة الانتخابات لا يمكن أن تستمر، لأن المواطن يعرف كيف ينسف الأطر الكاذبة ويعرف من الذي يريد الوصول الى كرسي البرلمان على حسابه بأية طريقة كانت.
سيكون السقوط هو مصير كل مرشح سيحاول خداع الناس “بشوية كلام” والنجاح سيكون حليف من لديه ذمة ويريد بالفعل خدمة الناس بالمجلس حتى وإن لم ينصب خيمة أو يوزع الهدايا “والبقش”!
ما نعيشه هذه الأيام من حراك ونشاط استعدادا للانتخابات القادمة ترسم الصورة الحقيقية والطموح المنشود الذي نسعى اليه جميعا كمواطنين وهو انتخاب برلمان باستطاعة أعضائه نقل همومنا والتعبير عنها بشكل صحيح. برلمان تحشد فيه كل الطاقات لخدمة المواطن بالدرجة الأولى، وهذا البرلمان القوي الذي نسعى اليه كمواطنين لا يمكن ان يكون فيه مكان لأولئك المترشحين الذين لا يهمهم سوى الوصول والتمتع بالامتيازات، اما خدمة المواطن فلتذهب الى الجحيم.
هناك من الأسماء من يشحذ همته نحو تحقيق مطالب المواطنين عبر المجلس النيابي أو البلدي، وهناك اسماء اخرى تعمل العكس، تبيع الهواء والشمس والقمر للمواطنين على امل الوصول الى الكرسي والكشخة بالبشت والسيارة الفارهة، هذا كل همهم.
فتحت مجالس المترشحين وكثرت الدعايات ورصدت الميزانيات، وبدأ المواطن يستمع للبرامج الانتخابية المختلفة. هذا المرشح يتحدث عن خلطة سحرية لحل مشاكل الإسكان، وآخر سينشف “ريج” الحكومة من أجل زيادة الرواتب، وهناك من يبصم بالعشرة أن أهالي الدائرة “يزنون” على رأسه من اجل الترشح وتمثيلهم.. وهكذا سيستمر الصراع واستعراض العضلات هذه الأيام، فلكل مرشح منهجية خصوصية في طرح برنامجه الانتخابي وهذا حق مشروع، ولكن “بياعي الحجي” هم الذين سيطفون على السطح في غالب الأحيان وسريعا ما سيضع الناخب يده عليهم ويشير اليهم.
الملاحظ في هذه الانتخابات دخول مجموعة من الشباب من الجنسين في السباق والمنافسة، وهذه ظاهرة صحية كون الشباب الركيزة الأساسية وحجر الزاوية في البناء، ولكن الأهم هو المعرفة والتسلح بالوعي وتقوية أواصر العمل المشترك مع اصحاب الخبرة من أجل بناء الوطن.
وإن كانت لنا كلمة فهي للناخب، سر على بركة الله ومارس حقك الدستوري وشارك في صياغة القرارات التي تخدمك وتراقب اداء الأجهزة الحكومية عبر انتخاب المرشح الأنسب الذي يريد بحق مستقبلا افضل لنا. فالمشروع الإصلاحي لسيدي جلالة الملك حفظه الله ورعاه أتى كاملا وإن كان هناك نقص فهو منا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .