العدد 2165
الخميس 18 سبتمبر 2014
banner
النواب “الإسلاميون”... زمن الضحك على المواطن انتهى! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الخميس 18 سبتمبر 2014

المناظر الجميلة التي يحاول بعض النواب رسمها خلال هذه الفترة بمهاجمتهم المشاريع السياحية والأنشطة الأخرى صك مفضوح عن إفلاسهم وسعيهم دون جدوى لدغدغة مشاعر الناخبين في دوائرهم. هؤلاء النواب يعتبرون الأسوأ من كل النواحي ولا يفقهون أصلا في البناء الديمقراطي وحركة الاقتصاد والاستثمار وبكل أغراض التنمية الاقتصادية الأساسية. نواب يقفزون بشكل لافت هذه الأيام ويتسابقون لوضع صورهم في الصحف ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تلميع صورهم وشن غارة من الكذب والتدليس على البسطاء من الناس، وجُل هؤلاء النواب مع الأسف ينتمون إلى الجمعيات الإسلامية!
هؤلاء يرفعون لافتة الدفاع عن حقوق المواطنين بينما هم يحاربون الاقتصاد والمشاريع السياحية ويقفون ضد المشاريع التي تعود بالنفع على البلد دون أدنى معرفة وثقافة، يريدون إخضاع كل المشاريع تحت سلطتهم الدينية وكأنهم أوصياء على الناس جميعا!
هذه النوعية من النواب استوطنت عقولهم فكرة واحدة لا غير وهي.. نحن أهل النصيحة ورأينا هو الأهم والأنجح، أما غيرنا فلا، نحن الذين نتمتع بالسند الكافي لنقدم للمجتمع المزيد.
ما الذي يتطلبه المناخ الانتخابي الذي تعيشه المملكة هذه الأيام سوى أقوال وشعارات وعبارات ثابتة مستمدة من تكتيك هذه الجمعيات التي يبدو أنها تبحث عن مصالحها على حساب المواطن.
هناك فرق بين الأسلوب الذي نفهمه والمضمون الذي يملأ تصريحات هؤلاء النواب ولهجتهم ومحاولة الإقناع.
هؤلاء النواب وصلوا إلى كرسي البرلمان بطريقة أسهل من غيرهم بفعل ممارسات كلنا أعلم بها، ونفوذهم ومصاريفهم الإضافية والأموال التي تصرف عليهم “بالهبل”، والمشكلة الكبرى أن هؤلاء النواب يتحدثون بصيغة الجمع عند التصريح عن أي مشروع اقتصادي وتنموي، فكلمة “مطلب شعبي” لا تفارق ألسنتهم أبدا، وكأنهم قد أخذوا توكيلا من كل مواطن للتحدث نيابة عنه.
الجميع الآن يتطلع إلى التنمية الاقتصادية والتخطيط وتدفق رؤوس الأموال، وهي من متطلبات التنمية، ولكن هناك بعض النواب يريدون إحراق الجسور والوقوف ضد المخطط الإصلاحي والتنمية الاقتصادية والرفاهية الاجتماعية عن طريق تحويل الأفكار إلى لغة غير مفهومة، وهذا ما يتنافى حاليا مع حاجات ومتطلبات العمل الاقتصادي في هذه المرحلة بالذات.
نحن حين نهتم بقضايا المواطنين ونكررها باستمرار نريد التأكيد على عدم استغلاله بأي شكل من الأشكال وبالأخص من قبل الجمعيات التي تُشرع الضحك على المواطن من أجل الوصول إلى مقاعد البرلمان.
 إن هذا الواقع المعقد في الساحة يجب أن يتبدل ولا يمكن ترك هذه الجمعيات تتلاعب بالمواطن بهذه الصورة وتطرح التصريحات البراقة فيما الحقيقة خلاف ذلك تماما.
لعبة الجمعيات الدينية والانتخابات أصبحت مكشوفة، والنواب الذين يريدون لبس معطف التقوى في فترة الانتخابات من أجل حصد أكبر عدد من الأصوات أصبحوا معروفين عند الناس.
“يا ساتر”.. إلى هذه الدرجة كرسي البرلمان يجعل الإنسان يتلون مليون مرة ويلبس مليون قناع؟
رسالة إلى هذه النوعية من النواب.. زمن الضحك على المواطن انتهى، ومهاجمة المشاريع السياحية والاقتصادية على أنها مطلب “شعبي” لن تجدي نفعا لأنها مجرد بهرجة إعلامية وليست حقيقة، بهرجة إعلامية يراد منها لفت انتباه المواطن وجعله يصدق بالفعل أنكم تبحثون عن مصلحته.
 اتركوا هذه اللعبة والتصريحات الجوفاء، فو الله لم يستفد منكم المواطن أي شيء طوال جلوسكم في البرلمان، كل ما استطعتم فعله هو محاربة المشاريع الاقتصادية وطرح الملفات التي تحمل مشاكل هامشية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .