العدد 2162
الإثنين 15 سبتمبر 2014
banner
جماهير الوفاق... عظم الله أجركم! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الإثنين 15 سبتمبر 2014

هل يمكن تقدير الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي منيت بها جماهير الوفاق وجموع المعارضة “اللي غربولنا” منذ أحداث 11 فبراير ولغاية اليوم.
لا يمكن وصف الخسارة وكل ما حدث للبسطاء من الناس الذين صدقوا بالفعل أنهم سائرون خلف معارضة حقيقية لديها برنامج وطني واضح.
ها هي الوفاق وبعد مصارعة مع الظل والتابعين لها “يلحنون” من أجل الدخول في الانتخابات بعد أن كانوا يرفعون شعار المقاطعة وسياسة اليد المرفوعة.
نداءات مباشرة إلى الأنصار بعدم فهم الموضوع خطأ وخلط الأوراق، والمأزق الذي تعيشه الوفاق اليوم لا يقل أهمية عن المأزق الذي يعيشه من ركض في الشوارع وحمل الشعارات ومنح مصيره ومصير أسرته بيد جمعية سياسية نشاطها تزييف الحقائق. من وثق في هذه الجمعية يدفع الثمن اليوم باهظا، فليس هناك نضال ولا هم يحزنون، وإنما مصالح وتبادل في الأدوار وانتهازية وتشدق بمبادئ الديمقراطية والدفاع عن الحقوق.
من وثق في هذه الجمعية هم أشد من تعرض للهزة النفسية الناتجة عن تودد زعمائها إلى الانتخابات النيابية والتلمحيات بالدخول فيها، بعد أن توصلوا إلى اليقين والحقيقة التي تقول إن المطالب الشعبية مكانها البرلمان وليس الشوارع!
المطالب وحل الأزمات والمشاكل مكانها بيت الشعب وليس المسيرات والتجمعات واستخدام العنف والتخريب كوسيلة للضغط على الدولة.
إن من يراقب حركة زعماء المعارضة اليوم يُذهل ويستغرب ويندهش، كيف لم يستطع أنصارهم اكتشاف أكاذيبهم بعد كل هذه السنوات من التناقض والعجز عن تحقيق أي شيء يذكر لهم.
لقد جاءت هذه النكسة لكل من سار خلف الوفاق وتوابعها نتيجة الانقياد الأعمى وراء جماعة تحاول جاهدة طمس هوية الوطن والمشكلة المحيرة هي أنه لم يجرؤ أي أحد على المناقشة والاستفسار عن حقيقة الوضع وإلى أين يسير الركب. بل كان الجميع مستسلما لسلاح المعارضة الطائفية الوحيد وهو الإقناع بالبطش والتهديد وفرض الأسلوب الفوقي الذي كان معتمدا من قبل القيادات!
مع سقوط آخر قناع للمعارضة الطائفية سيزداد الاعتصام والتظاهر ولكن هذه المرة ليس ضد الحكومة وقراءة البيانات الكاذبة والملفقة، وإنما ضد الجمعيات السياسية التي باعت للناس الهواء وهي في حقيقتها تسعى وراء مصالح حزبية مكشوفة.
ماذا نفعتكم الاعتصامات والاضطرابات التي كانت بتحريض من زعماء المعارضة؟ لم تستطيعوا إجبار  الدولة على فعل ما كان يطلب منكم ولم يتحقق أيضا أي من المطالب التي أفهموكم بأنها شرعية ومن الواجب نيلها مثل الحرية والعدالة والمساواة، لأنها مطالب موجودة من الأساس والمشروع الإصلاحي لسيدي جلالة الملك منطلق نحو آفاق القوة والتقدم والازدهار.
لقد سقط على درب التخريب والإرهاب وتشويه سمعة البحرين من سقط، أما المشروع الإصلاحي والمسيرة المباركة فقد استمرت وسوف تستمر وازدادت قوة ومنعة، وسرعان ما سيتم التخلص من الذين كانوا يتصورون أنهم قادرون أن يجمدوا المسيرة بعقليتهم الطائفية المتخلفة أو بأساليبهم الملتوية.
أقول بمنتهى الصراحة، جماعة المعارضة توزع الآن المقاعد المتوفرة على أساس الدوائر الانتخابية، لأنها فشلت فشلا ذريعا في تحقيق أية نتيجة خارج دولة المؤسسات والقانون. فالوفاق أدركت أن كلمة الشارع أقوى من كل أسلحتها، ومجرد التفكير في الدخول إلى الانتخابات صفعة لها وإهانة للمبادئ التي كانوا يثرثرون بها دائما. لقد كذبوا عليكم وتنكروا لكل الشعارات التي كانوا يرددونها على مسامعكم. فقد رضيتم الذل والاستسلام وها أنتم اليوم خارج العمل السياسي.
عموما.. نحن نتمنى أن لا تشارك الوفاق وتوابعها في الانتخابات، فبيت الشعب أنظف من أن يدخله متآمر وحاقد وكاذب، ولكننا فقط نريد إطلاعكم على حجم الخسارة التي منيتم بها بسبب وثوقكم بهذه الجمعية ورموزها، الرموز التي استغلتكم وها هم اليوم يتركونكم في “لواهيب” الشمس الحارقة في اعتصاماتكم! عظم الله أجركم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية