العدد 2149
الثلاثاء 02 سبتمبر 2014
banner
الانتخابات ووباء شراء الأصوات والهدايا! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الثلاثاء 02 سبتمبر 2014

قرأت يوم أمس قوانين تتعلق بالدعاية الانتخابية لا أعلم مدى صحتها ولكن من القوانين التي أنا على يقين بأنها سوف تخترق:
- الالتزام بعدم إجراء الدعاية الانتخابية في الوزارات والإدارات التابعة لها والأجهزة الملحقة والهيئات والمؤسسات العامة.
- يمنع تنظيم وعقد الاجتماعات الانتخابية وإلقاء الخطب في دور العبادة والجامعات.
- يحظر على أي مرشح أن يقدم من خلال قيامه بالدعاية الانتخابية هدايا أو تبرعات أو مساعدات نقدية أو عينية.
طبعا هناك حزمة من القوانين ولكنني سأقف عند هذه القوانين التي عادة ما تخترق من قبل المرشحين ولكن بطرق ذكية وبعيدة عن يد العدالة والمحاسبة.
الانتخابات يعتبرها بعض المرشحين حربا وفي الحرب كل الأسلحة مسموح بها، وهذه الحرب تكون ذات طابع إعلامي في الدرجة الأولى، ولهذا سيعمل بعض المرشحين على توجيه نداءات مباشرة إلى زملائهم في العمل “وزارات، مؤسسات إلخ” للتصويت إليهم، والبعض الآخر سيوكل موظفا “يمون عليه” لتسيير دفة الأمور والترويج لشخصه والدخول في مساومات وضغوط متعددة المستويات من أجل ضمان الأصوات. هذه الحالة وإن كانت مثار إزعاج لدى بعض الموظفين ولكنها ستحصل ومن الصعب جدا إيقاف هذه العملية في الوزارات والمؤسسات ومختلف جهات الأعمال.
القانون الثاني والمتعلق بمنع استغلال دور العبادة في الانتخابات، أتصور أنه سيخترق لا محالة وظاهرة استغلال دور العبادة ظاهرة منتشرة وموجودة وتأخذ أشكالا متعددة ولكنها تنحصر في وقت الانتخابات لتزكية فلان من الناس والإشادة بتاريخه ومواقفه، وبطبيعة الحال خطيب المسجد أو الإمام الذي يملك العلم والرؤيا الشاملة لقضايا المجتمع سيتم تصديقه على وجه السرعة، لأنه وكما ينظر إليه الأهالي هو الوحيد الذي يملك شمس الحقيقة ولن يزكي مرشحا إلا وهو يعرف أنه سيعمل لصالح الناس والدفاع عن مصالحهم.
دور العبادة وللأسف الشديد يتم استغلالها للحصول على أصوات الناخبين بشتى الطرق والوسائل، وهذه التصرفات منتشرة ومغروسة وراسخة في تصرفات الكثير من المواطنين الذين يودون الترشح، وسأذكركم... قريبا ستنتعش المساجد بدخول بعض المرشحين الذين سيعمدون إلى تغيير قيمهم وسلوكهم حتى يتماشون مع الوضع الجديد، وليس بالضرورة أن يروج المرشح لنفسه بشكل علني في المسجد بل هناك طرق ملتوية بإمكانها أن تهدي القلوب وتهذب عقول الناس.. عفوا أقصد سرقتها!
أما عن وباء الهدايا والتبرعات والمساعدات النقدية أو العينية فهو وباء لا يمكن السيطرة عليه أبدا لأنه في الغالب ينتشر بشكل غير مرئي وثمة تكهنات بأن الهدايا هذه المرة ستكون من الحجم الكبير والتسهيلات التي ستقدم ستكون مخفية عن الأنظار أو كما يقال من تحت الطاولة. فبعض المرشحين يستثمر هذه النقطة وهي شراء الأصوات بأية طريقة ممكنة، ويتم الزحف بالأخص على الناس المتعسرة والمحتاجة، حيث يتم استهدافهم بلا رأفة!
تلك القوانين الثلاثة التي تحدثت عنها قليلا ستكون بلا أدنى شك طافحة بالمخالفات والتجاوزات، وفي اعتقادي من الصعب جدا اكتشاف أمر المخالفين لأن محاولتهم ستتميز بالبراعة في محاولة اجتذاب الناخبين، ولكن كل ما نطلبه ونتمناه أن يتمسك المرشحون بالمبادئ الشريفة وأن يبتعدوا عن التلاعب بمشاعر الناس واستغلالهم. ومن جانب آخر نتمنى من الناخب أن يكون على قدر من المسؤولية ويكون واعيا ويختار المرشح الأنسب دون الالتفات إلى أية اعتبارات أخرى كهدايا وتبرعات، لأن المرشح الذي يقدم الهدايا والتبرعات لشراء الأصوات دائما تكون هدفه مصلحة شخصية ولا يهتم بخدمة الناس، لأنه يحاول أن يصل إلى كرسي البرلمان بأية طريقة كانت.. يدفع كل ما يملك وما لا يملك من أجل الجلوس في قاعة البرلمان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .