العدد 2144
الخميس 28 أغسطس 2014
banner
“الخراب العربي” وخونة الأوطان! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الخميس 28 أغسطس 2014

ما الذي يجري في عالمنا العربي خلال السنوات الأخيرة؟ لماذا ازداد خونة الأوطان والأرض بهذه الصورة المفزعة وكأني بهم يريدون تصفية الأمة العربية ودولهم بالأخص من جذورها والقضاء عليها؟
ما الذي يحصل بالضبط؟ لماذا يريدون تعليق مصيرنا في أنياب الغرب والأميركان وأعداء أمة محمد؟ لماذا كثرت جسور اللحم والدم في الدول العربية في أبشع أنواع الحروب الأهلية التي مرت علينا؟ لماذا أصبحت للمرتزقة والخونة قواعد وأوكار بهذا الشكل وأصبح الاعتداء المباشر على سلامة وسيادة المواطنين والدول شيئا عاديا؟ أيعقل أن ما نمر به اليوم حلقة من حلقات العدوان والتآمر الصهيوني بقيادة الأميركان؟ أيعقل أننا لم نستوعب كل الدروس التي مررنا بها ولم نستفد من الاعتداءات المتلاحقة والمخططات على وجه التحديد؟
لماذا أصبح المواطن العربي يضع العراقيل أمام تقدم وطنه ويفسح المجال أمام المنظمات العنصرية والكاذبة للتدخل وإعطاء صورة سلبية وأوضاع غير حقيقية؟
لماذا أصبحت الوجوه مزيفة وعلامات الخيانة بدأت وكأنها خريطة واضحة المعالم؟
“الربيع العربي”... هذا ما أطلقوا عليه من أجل تدمير وتفتيت الدول العربية وجعلها بؤر توتر وخطا سياسيا يخدم الخطط الاستراتيجية لهم، والهدف الأكبر خنق الدول بالصعوبات الاقتصادية التي بدأنا نراها قد وقعت بالفعل على كاهل الدول التي وقعت في الفخ باستثناء مصر التي عرفت كيف تتعامل مع الوضع ووجهت ضربة قاسية إلى من كان يريد إضعافها وهزت دعائم أصحاب فكرة الربيع العربي وأربكت مخططاتهم. ونحن في البحرين أيضا وبتكاتف الشعب ووعيه وجهنا الضربة القاضية في اللحظة المناسبة إلى من كان يريد خطف أرضنا وتسليمها إلى النظام الإيراني وجعلنا أصحاب فكرة الربيع العربي يعيشون أزمة حادة، لذلك اضطروا لتقديم المساعدات العاجلة للخونة والعملاء الذين اتكلوا عليهم في المؤامرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عل وعسى أن يحققوا نجاحات لاحقة.
وما كان يثير الانتباه ويدعو إلى الحيرة والدهشة خلال هذه الفترة العصيبة التي مرت بها دولنا العربية هو استنجاد القوى الوطنية التي تدعي حمل لواء العمل الوطني من “يساريين وقوميين وتقدميين وغيرهم” بالقوى المعادية وحلفائها وعملائها. فنحن في البحرين استنجد البعثي والشيوعي والتقدمي بنظام ولاية الفقيه. تعاونوا مع الصفويين والصهاينة وكانوا خدامهم المطيعين. لقد أوكلوا لهم التدخل في شؤوننا الداخلية وكانوا يريدون أن تسقط البحرين في قبضتهم، كيف حصل هذا التناقض الرهيب لا نعلم؟ كيف يستنجد الشيوعي بنظام ولاية الفقيه وبمعممي قم وطهران لا نعلم؟
لقد جاءت الأزمة الآن ضمن هذا السياق وعرفت الدول العربية أنها مستهدفة وأن الربيع العربي كان مجرد أكذوبة لشق الصفوف واستنزاف الاقتصاد والشواهد أمامنا كثيرة مما يحصل في ليبيا واليمن.
قتل وتشرد آلاف وارتكاب فضائع لا حدود لها، وإن لم تستطع تلك الدول أن توقف الفتنة في مهدها وأن تعيد السلام إلى ربوعها وفهم حقيقة الموقف، فسوف تلغى من على خريطة الوطن العربي وهذا ما لا نرضى به أبدا.
“الخراب العربي” أفرز لنا خونة من الطراز الأول، خونة في كل مكان تولوا المخططات القذرة بأجور خيالية وحسابات في البنوك. هؤلاء الخونة تلقوا من أصحاب فكرة تفتيت الدول العربية التهيئة النفسية والذهنية للثورة ضد أوطانهم ومجتمعاتهم وتخريب ما يمكن تخريبه، وكان للإعلام المأجور دور في الترويج للتعابير والمصطلحات التي تحمل رؤى وأفكارا هدامة وتضر بعموم الوطن العربي.
كل ما نتمناه من دولنا العربية هو مزيد من الحذر من خونة الأوطان، فهم يعيشون معنا ومن المؤكد أنهم سيتوارون لفترة ولكن حتما سيظهرون مرة أخرى حسب ما تقتضيه الحاجة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .