العدد 2137
الخميس 21 أغسطس 2014
banner
انتبهوا للمرشحين أصحاب الوجهين! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الخميس 21 أغسطس 2014

الضمير الإنساني مثل الأوكسجين لا نراه في الهواء ولكنه إن اختفى مات الإنسان، بدأت شرارة الانتخابات النيابية والبلدية تشتعل واندفعت الأسماء بقوة نحو الترشح والملفت للنظر هو دخول وجوه نسائية بكثرة في المعترك الانتخابي، وهذه المهمة لإرادة الفوز والنجاح وتحقيق مزيد من الاستجابة الكاملة تدعونا إلى الفخر بأن المرأة البحرينية شريك أساسي في كل أوجه الحياة وعلى وجه الخصوص في المسيرة الديمقراطية.
شخصيا سعيد جدا بترشح وجوه نسائية للمجلسين وأنا على يقين بأن المرأة التي ستفوز وتصل البرلمان أو المجلس البلدي ستعمل بكل مسؤولية وستأخذ مكانها في الخط الأمامي للدفاع عن مصالح المواطنين، بل ستحقق المكاسب ولسنا بحاجة إلى إيراد الأمثلة الصريحة على هذه الحقيقة التي شاهدناها بأنفسنا.
ولكن ما ينبغي التنبه إليه هو أن بعض المترشحين لن يعجبهم ترشح المرأة في دائرتهم وسيعتبرون فوزها «عيبا» في حقهم. ولهذا سيعملون بكل قوة وبمختلف وسائل الإقناع لضرب المنافسة وإبعادها عن الحلبة، وأقسم بالله هذا الأمر سيحدث طالما هناك عقليات لا تزال تحارب المرأة وتستكثر عليها الدخول في المجالس النيابية والبلدية. لا تريدها ان تكون عضوا حيا في المشروع الإصلاحي لسيدي جلالة الملك.
من ناحية أخرى ستكون الأسماء المترشحة كثيرة وهذه الأسماء ستتحرك في الميدان وسترفع صوتها بالدفاع عن مصالح الناس والعمل المتواصل لخدمتهم، وأن خدمة المواطن هي الدافع للترشح وبقية الأسطوانة المعروفة التي حفظها المواطن عن ظهر قلب. سيكون منهم المرشح الذي لا يهتم أصلا بالناس وشعاراته التي سيطلقها مجرد فقاعات وضحك على الذقون ويتحرك بدافع وصولي بحت ويهمه المكسب المادي فقط.
وهناك المرشح الذي سيركز بصفة خاصة على الوجاهة والجواز الدبلوماسي والديكور فقط لا غير، هذه النوعية من المترشحين تهتم بالتصنع والبحث عن المواد التي تلمعه.
وسيكون هناك أيضا المرشح قليل الخبرة في الحياة وهدفه غير واضح، وهذه النوعية ينطبق عليها المثل القائل «حشر مع الناس عيد». وأغلب هؤلاء يدخلون المعركة من أجل الانسحاب مقابل المكافأة من المنافس.. أي سأنسحب وسأترك لك المجال ولكن «قرقش مخباك»! وهذا حصل في الانتخابات السابقة.
ولا تنسوا أيضا سيكون هناك المرشح الذي سيلبس عباءة الدين وسيستغل بيوت الله للترويج لنفسه وسيأخذ صفة السيطرة الكاملة على أهل الفريج أو الدائرة ولن يتحدث أمام الناخبين في خيمته أو مجلسه إلا والقرآن تحت يديه!
هؤلاء المرشحون ستكون عيوبهم واضحة ولكن غفلة البعض ربما تبعدهم عن اكتشاف الحقيقة والسر الذي يحركهم.
والشيء المذهل حقا هو أننا سنشاهد مرشحين ينتمون إلى جمعيات سياسية أو دينية أو غيرها. بمعنى أنهم مؤدلجين وأصحاب خط واضح سيعلنون وقت الترشح أنهم مستقلون وإفهام الناس بأنهم أصحاب وجه واحد وليس وجهين. سيعملون أي شيء من أجل التخلص مؤقتا من التيار الذي ينتمون إليه. وما إن يحالفهم الحظ ويفوزون بالمقعد حتى يعودوا مسرعين إلى مكانهم الأصلي وينزعوا قناع النائب المستقل!
وددت في هذا المقال أن أشير إلى مظاهر الترشح والمترشحين، فالكل سيدعي أنه سيعمل من أجل مطالب المواطنين وأنه سيركز بصورة أساسية على مسألة زيادة الرواتب والإسكان وكل القضايا الملحة المعروفة لدينا. بل حتى ان بعضهم سيدعي القوة بحيث سيضمن مطالب الناخبين. ولكن الصادقين منهم لا يحتاجون إلى عناء لمعرفتهم والوثوق بهم.
ستكثر الدعايات وستمتلئ الشوارع بالإعلانات وسنقرأ عبارات، وكل مرشح سينتقى أعذب الألحان، وستغص المجمعات بالخيام وستنتعش المطاعم بسبب طلبات العزائم للناخبين. ولكن الشيء الأهم وكما ذكرت في المقدمة... الضمير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية