العدد 2209
السبت 01 نوفمبر 2014
banner
عندما يضحك التاريخ زينب الدرازي
زينب الدرازي
السبت 01 نوفمبر 2014

ما الذي يجعل سيناء كجزء من جمهورية مصر العربية معرضة أكثر من غيرها للأعمال الارهابية التي تقوم بها الجماعات المتطرفة، انه امر كثيرا ما حير المتناولين لهذه الاحداث، ويذهب البعض إلى تعليل حدوث تلك الاعمال بضعف وجود الدولة المصرية في سيناء، كما يشير البعض إلى الطبيعة الطبوغرافية التي تهيمن على افقها الصحراء الممتدة على مساحة سيناء مع العديد من الجبال والمرتفعات التي تجعلها مأوى ممتازا للعصابات والجماعات الفارة من وجه القانون.
ويشير البعض إلى تلك العلاقة التي قامت بين غزة باعتبارها منطقة تسيطر عليها قوى الإسلام السياسي في اتجاهه الإخواني، ما كون العديد من العلاقات في الفترة التي استطاع الإخوان فيها الوصول إلى السلطة في مصر، وتلك العلاقة كانت تذهب في اتجاهين حيث استفاد الطرفان من تلك العلاقة، ويبدو أن غزة كانت منفذا للسلاح الخفيف والمتوسط الذي وصل إلى ايدي الجماعات التكفيرية وجماعة الإخوان المسلمين في مصر، سرعان ما خفتت أصوات الإخوان وباتوا لا يعرفون انفسهم على انهم من جماعة الإخوان بعد وصول الرئيس السيسي لسدة السلطة التي ارتكزت على الجيش المصري، وبالتالي كانت الجماعات المتطرفة مستعدة للقيام بعمليات عسكرية ضد الجيش المصري، وتواجده في سيناء، ويشير بعض المحللين إلى ان ذلك الضعف لوجود الدولة المصرية ممثلة بقواها المتعددة من الشرطة حتى الجيش راجع أصلا إلى الاتفاقية التي عقدت بعد حرب اكتوبر المجيدة، والتي من المفترض ان يكون الجندي المصري والجيش قد حققا انتصارا حاسما على دولة الكيان الصهيوني، ولكن النتائج التي اتت بها الاتفاقيات كانت لا تتناسب تماما مع حجم الانتصار، حيث حدت الاتفاقيات من التواجد المصري العسكري على ارض سيناء، وهي نقطة عادة لا يدخلها المحللون في حساباتهم عند النظر إلى تلك العمليات التي يقوم بها المتطرفون الاسلاميون ضد الدولة المصرية، وبالتالي دائما ما نجد ان التاريخ يضحك عندما يعاد كمأساة في وجه الدولة المصرية.
دائما ما تغنى التاريخ المكتوب من قبل اليهود والذي استغلته الصهيونية العالمية بمسألة قيام دولتين من دول المدينة في ارض فلسطين التاريخية، وهي مملكتا يهودا والسامرة، تلك المدينتان اللتان قامتا في عصر الفراعنة، وقد أرسل احد الفراعنة فرقة من فرق الجيش الفرعوني في ذلك الوقت واستطاعت تلك الفرقة ان تزيل الدولتين من الوجود بسهولة بالغة، والذي تلاه ما سمي بالتيه الكبير للقبائل العبرية، وهجراتهم من مصر إلى العراق... الخ، ويبدو ان هناك اشارات متعددة في التحليل السياسي الذي يعول على مسألة اعادة تقسيم الشرق الأوسط الكبير، وتلك الاشارات تفصح عن محاولات عديدة لإيجاد وطن بديل للفلسطينيين وكانت سيناء مطروحة على اعتبار انها قريبة من قطاع غزة الذي يضج بأكثر من مليون إنسان، ويبدو ان الحرب الأخيرة على قطاع غزة كان من اهدافها دفع تلك الأعداد الكبيرة من السكان للهجرة نحو سيناء، ولكن المسألة فشلت تماما لتمسك الإنسان الفلسطيني في قطاع غزة بموطنه وعدم تفريطه به على الرغم من شراسة المعركة وتدمير آلاف من الوحدات السكنية التي دمر بعضها حتى استحالت غبارا بينما تضرر عدد اكبر من المباني، وما كانت القوى المتطرفة التي تقوم بعمليات ضد الجيش والشرطة المصرية إلا محاولة لإنهاء تواجد الدولة المصرية على سيناء وربما فصلها عن الجسد الأم لتكتمل مخططات التقسيم. إن كل ما يقال اليوم من ان اهل سيناء هم كالأكراد لهم حق الانفصال عن الدولة الأم لخلق دولة منفصلة في سيناء هم فقط يدسون السم في كيان الدولة المصرية لتفتيتها فمصر قلب العروبة ومن يمس مصر فهو يمس العالم العربي قاطبة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية