العدد 1368
الجمعة 13 يوليو 2012
banner
إنشقاق ماهر الأسد..وقصائد نزار سمر المقرن
سمر المقرن
الجمعة 13 يوليو 2012

دخلت الثورة السورية خلال الفترة القصيرة الماضية منعطفا مهما، إذ أنه على الصعيد النوعي للانشقاقات أو الحركة السياسية الدولية المتباينة التي بدأت تأخذ منحنى مختلف بشكل يسير ولكن يعتبر مهما لإنقاذ تلك الأرواح البريئة.
بشار الأسد ظهر في عدة لقاءات تلفزيونية كان يردد من خلالها كلاما مصفوفا، واضح انه حفظه عن ظهر قلب وبخطاب سياسي يدعي القوة، إلا أن ما يحدث على أرض الواقع ينافي كل هذا الكلام جملة وتفصيلا، ويؤطر ما يعيش فيه الأسد وجماعته من انعزال سياسي وفكري عن المجتمع الدولي وحتى الداخلي، وعما يحدث داخل الأرض السورية من سيطرة الجيش الحر أو ممن لا يزال يسميهم الاسد الإرهابيون، وهم حاليا وكما تقول كل المعطيات أنهم مسيطرون على جزء كبير من المحافظات.
الجيش الحر يتقدم والمعنويات الشعبية السورية ترتفع، ورأيت لقطات فيديو تُظهر جنود الجيش الحر يتلاعبون ويمزحون، مما يدلل على حجم الانتصارات التي بدأت تظهر على أرض الواقع، إضافة إلى معنوياتهم المرتفعة إزاء الانتصارات التي حققوها. وكذلك الحال بالنسبة للشعب السوري الذي حقق خلال اليومين الماضيين ما أسميه كسرا تاريخيا لكل ما بناه الأسد الأب من رعب، حين تظاهر الشعب في وسط دمشق وأمام المراكز الأمنية المهمة دون خوف، رفعوا أصواتهم بكل شجاعة مطالبين بإعدام الأسد، وهذه النهاية التي ننتظرها.
ومما يتندر به الناس في الوقت الراهن محاولات كوفي عنان لإنعاش خطته، شخصيا أشفق على عنان فهو يعتمد نظرية أن المحاولة خير من لا شيء وعسى ولعل أن يفعل شيئا أمام الصمت الدولي على مدى عام ونيف، فكم أشفق على هذا العنان لأنه بدأ خطته ورسمها من البداية على أساس أنه يتعامل مع بشر، ولم يعي أو يستوعب أو لعله – يتجاهل- أنه يتعامل مع أحقر وأنذل كائنات عرفها التاريخ، بلا ضمير ولا نواميس أخلاقية - وهذا ما اكتشفه عنان بعد أن فات الفوت- وشارك في مزيد من إراقة الدم السوري الطاهر!
سيظل الأسد منغلقا على نفسه، وسيظل يصدق نفسه، ورغم أنه أعترف بلسان وقال أن ما يحدث في سوريا يختلف عن ليبيا ومصر، إلا أن القذافي   ظل على رأيه بأنه المسيطر حتى قال وهو مصفوعا بالذل للثوار: “حرام عليكم”. هؤلاء وحوش لذلك لا يفهمون ولا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم، لذلك عقولهم لا تستطيع أن تميز كالبشر وتدرك أن ما تم قد تم.
سيظل بشار الأسد وسط دائرته حتى تهرب منه زوجته أسماء ويصرخ أبناؤه بإسقاط النظام وينشق شقيقه المجرم ماهر، وسيلقى عليه القبض وهو أمام بريده الإلكتروني يراسل الفتيات المبتعثات ويهديهن أشعار نزار، وليته يهديهن أيضا قصائد نزار عن احتلال الطغاة لدمشق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية