العدد 2169
الإثنين 22 سبتمبر 2014
banner
الحقيبة الثقيلة مشكلة بدون حل محمد المحفوظ
محمد المحفوظ
ومضة قلم
الإثنين 22 سبتمبر 2014

إنّها المعضلة التي تتكرر كل عام دراسيّ وتشكل مصدرا للحزن للطلاب وأولياء أمورهم ونعني بها وزن الحقيبة المدرسية. ورغم أنّ الاختصاصيين يحذرون من العواقب الصحية الناتجة عن وزن الحقيبة من آلام الظهر وإصابات العمود الفقري وغيرها الاّ انّ الملاحظ أن ليس لدى المسؤولين أي تفكير باتجاه إجراء تغيير يؤدي الى التخفيف من وزنها. الذي يحذر منه الأخصائيون هو أنّ وزن الحقيبة ومحتوياتها يجب الاّ يتجاوز 15 بالمئة من الجسم لكن وزن الحقيبة التي يئن منها اطفالنا تفوق هذه النسبة الى الضعف وربما الضعفين.
أحد الآباء اندهش مما أباح به ابنه الطالب بالمرحلة الابتدائية من شكوى عندما قال بغضب إنني اكره الذهاب الى المدرسة وعندما حاول الأب استيضاح السبب كانت المفاجأة أنّ ثقل الحقيبة هو المشكلة. طالب آخر يتبرم من حمل الحقيبة يوميا بهذا الوزن ربما لدفع أحد الوالدين لمساعدته. يقول أحد الآباء: لا استطيع رؤية ابني يبكي من شدة الألم وحجم الحقيبة ولا أطيق أن اشاهده يجر كل هذه الاحمال الثقيلة فوق ظهره وأقف متفرجا عليه فأضطر الى مرافقته الى المدرسة وأوصله الى الصف. البعض من الطلبة يخفون ألمهم فنراهم يحملون الحقيبة مكرهين لكنّ شعورا بداخلهم ينعكس على تعابير وجوههم بالمشكلة. ولتفادي حمل الحقيبة لجأ البعض من أولياء الأمور الى تكليف الخادمة بمرافقة الابن الى المدرسة وتتكرر العملية يوميا في الذهاب والإياب. وإذا كان هذا الحل متيسرا لمن تقع المدرسة بالقرب من سكنه فما هو الحل للآخرين؟
الذي بات يطرق أسماعنا عندما تثار الشكوى هو أنّ لدى الوزارة خطة لتقليص حجم الحقيبة المدرسية بنسبة تصل الى النصف وكنا نتمنى أن يترجم القول الى فعل رحمة بهؤلاء الصغار من آلام قد تلازمهم حتى الكبر لكنّ المؤسف أن الحقائب الثقيلة لم يطرأ عليها التغيير وبقيت الأثقال تتضاعف على اجسامهم الغضة.
السؤال هل سيبقى هذا العبء هما ثقيلا وملازما للطالب ووالديه بالليل والنهار؟ المشكلة لا تنتهي بمجرد انتهاء اليوم المدرسيّ ووصول الطالب الى البيت لكنّ المأساة أنّ فئة من الطلبة لا يستطيعون النوم نتيجة للآلام في عضلات الظهر والركبة وهناك من تطلبت حالتهم عمل جلسات للعلاج الطبيعيّ.
كحل للمعضلة كان هناك مقترح بتقسيم الكتب الى جزأين أحدهما للفصل الأول والآخر للثاني. لكن ليس هناك ما يؤكد أنّ لدى الوزارة نية لتنفيذه رغم مضي السنوات على تقديمه. المقترح الآخر يتلخص في تكثيف المقررات وإلغاء ما يكتنفها من حشو وإضافات. وذهب آخرون الى انه يجب أن يتم عمل برنامج للحصص المدرسية بالنسبة للمرحلة الابتدائية اي انّ الطالب يحمل الكتب المقررة في البرنامج وعلى المعلم الاحتفاظ بالدفاتر في خزانة الصف اي تلك المستخدمة في الصف ولا يأخذ منها الاّ التي يحتاجها في المنزل. والمقترح الأخير يحقق هدفين في آنٍ واحد الأول التخفيف من وزن الحقيبة والآخر التخفيف من الواجبات المنزلية اضافة الى كونها تمنحه الفرصة لممارسة هواياته.
قبل سنوات اطلقت احدى المدارس مشروعا لتخفيف ثقل الحقيبة المدرسية والفكرة تتلخص كما جاءت في المقترح من خلال التنسيق في جدول المواد اي يكون عدد المواد أربع فقط، ومادتان بدون كتب لكي يسهل على الطالب حمل الكتب. ونتمنى من وزارة التربية والتعليم وهي الحريصة على صحة أبنائنا الطلبة ان تجري دراسة جادة للمقترحات السالفة وغيرها وتفعيل انسبها على أرض الواقع لتجنيب الطلبة ما يدمر مستقبلهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .