العدد 2209
السبت 01 نوفمبر 2014
banner
حصار “ليبرتي” الطبي وعقلية رش الحامض حسن محمودي
حسن محمودي
السبت 01 نوفمبر 2014

يظل الحصار غير القانوني على مخيم “ليبرتي”، مكان استقرار اللاجئين المعارضين للنظام الإيراني على مقربة مطار بغداد الدولي، مستمرا إلى هذه اللحظة سيما الحصار الطبي حيث إن هؤلاء اللاجئين لا يتمتعون بالحصول على الخدمات الطبية والعلاجية، وتعرقل القوات العراقية نقل المرضى من السكان إلى المشافي مما دفع عددا منهم سيما المصابين بالسرطان يعيشون حالة متأزمة، وجعْلهم يموتون ببطء كسياسة معروفة انتهجتها عناصر الاستخبارات العراقية في المخيم.
وردا على سؤال لما يتعرض له مرضى المخيم من المشاكل يقول الدكتور حسن جزائري في “ليبرتي”: “إن القوات العراقية تعرقل علاج المرضى بالتذرع إلى حجج مثيرة للسخرية فأحيانا يطلبون من المريض أن يبدل مترجمه 4 مرات. هناك ذريعة أخرى وهي لا يجب على المرضى الذهاب إلا إلى مستشفى واحد في حين أنهم وبسبب تنوع أمراضهم يحتاجون المراجعة إلى عدد من المستشفيات وبفعل هذه الحجج يُحذف عدد من المرضى يوميا ليبقوا محرومين من العلاج وعليهم أن يتحملوا موتهم البطيء. لقد أصبح التأخير المتعمد في نقل المرضى عند مدخل المخيم لمدة ساعات، عادة وأمرا يوميا مما يسبب في وصولهم المتأخر وفي نهاية وقت الدوام الإداري إلى المشافي وعليهم العودة إلى “ليبرتي” دون نتيجة وعلاج.
ويعبر الدكتور جزائري عن قلقه ومخاوفه وأسفه الشديد من نتائج عملية العرقلة وتشديد الضغوط اللاإنسانية على السكان، قائل: “إن الحصار الطبي اللاإنساني على سكان أشرف وثم استمراره في “ليبرتي” من قبل الحكومة العراقية أودى بحياة 21 من المرضى وجعل الآخرين منهم يموتون موتا بطيئا وكان آخر الضحايا منهم السيد تقي عباسيان الذي توفي بفعل هذه المضايقات وقبله لقي السيد محمد بابايي حتفه اثر جلطة قلبية وكان الأخير وبعد تحمله لأشهر متتالية من الألم وعرقلة في تلقيه العلاج، على موعد مع الطبيب لإجراء عملية جراحية للقلب في مستشفى ببغداد غير أن عناصر الاستخبارات العراقية منعته من الذهاب إلى بغداد مما أدى إلى موته في المخيم”.
ويقول الدكتور حسن جزائري إنه يغلبني أحيانا التعب عندما أقوم بدراسة ملف المرضى وأرى أنهم لا يصلون إلى الحالة الصحية العادية لكن ما يزيل التعب فيّ ويملأني بالدافع والأمل المعنويات العالية لدى المرضى لتحمل الآلام والمحن التي يتعرضون لها بسبب كل هذه العرقلة والمضايقات إذ إن الحكومة العراقية وخلافا لكل الوعود التي أعطت للسكان عند دخولهم مخيم “ليبرتي”، حرمتهم الآن من حقهم في الحصول الحر على الخدمات الطبية، فإن السكان لا يحق لهم اختيار الطبيب والمشفى وتوقيت الذهاب إليه واختيار الممرضة والمترجم و.
وأشار الدكتور إلى أرقام مؤلمة بأنه وفي الوقت الحاضر هناك اكثر من 800 مريض ينتظرون دورهم للذهاب إلى مستشفيات في بغداد من بينهم 256 مريضا لهم مواعيد الجراحة، بيد أن الحكومة العراقية قد وضعت صيغة بطيئة جدا لخروج المرضى حيث لا تسمح فعلا إلا بخروج 4 مرضى وللذهاب فقط إلى مستشفى واحد في اليوم وأحيانا تضع الحكومة الحظر الكامل على ذهابهم إلى المشافي لمدة تستغرق حتى ثلاثة أسابيع وفي مثل هذه الأيام لم يقوموا حتى بنقل حالات الطوارئ إلى المستشفى. فقد منعوا، طيلة أشهر يونيو وأغسطس وسبتمبر، ذهاب 75 مريضا كان لهم موعد العيادة مع الطبيب الاخصائي وتشمل هذه الحالات مرضى مصابين بأمراض القلب والسرطان وحتى المرضى الذين كان المستوصف العراقي داخل المخيم قد أعطاهم إحالات طارئة. وفي الآونة الأخيرة وبهدف ممارسة المزيد من الضغط على السكان لا تسمح القوات العراقية لهم إلا بالذهاب إلى مستشفى واحد ولذلك فإن المرضى الذين يعانون من مشاكل وعليهم الذهاب إلى مستشفى آخر يتم حذفهم تلقائيا من القائمة.
اعلموا أن هذه العرقلة عمل جبان، يتم ممارسته رضوخا لضغوط طهران فهي وجه آخر لنفس العقلية التي ترش الحامض على النساء في إيران ونفس العقلية التي تنفذ الإعدام كل سبع ساعات بحق أبناء الشعب الإيراني والتي تتظاهر الآن وراء تبسم روحاني في الساحة الدولية والآن تعادلت العقلية تلك بعرقلة نقل المرضى إلى المشافي وتشديد المضايقات على ليبرتي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .