العدد 2171
الأربعاء 24 سبتمبر 2014
banner
إيران اليوم... واقع يجب أن يوقظ العرب ويعيد حساباتهم د. محمد الموسوي
د. محمد الموسوي
الأربعاء 24 سبتمبر 2014

ترفعت إيران اليوم كما إيران الأمس كثيرا ومازالت تترفع على العرب، ورأت ومازالت أنه في ظل هذه الحالة إن كان هناك عالم إسلامي وكانت له قيادة وخلافة فلابد أن تكون من طهران ولا مجال لها أن تكون من إسطنبول أو من أية مدينة عربية وفي هذا النهج عنصرية وعدوانية وسوء نية وتشويه.
نعم قد تكون طهران محقة في بعض ما تراه وذلك من صنع أيديهم التي أوجدت هذا الحق ومنحته لإيران عن طيب خاطر بعدم التفكير برشد، إيران بدورها استثمرت هذه المنحة ونسجت لها فكرا ونهجا وأدوات ومؤسسات وأزمات واتجهت نحو العمل بسيناريوهات عديدة تفاجئ بها العرب كل حين وآخر.
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل بنى تصورا دوليا بأن إيران متواجدة لها دور واضح وباختصار فرضت إيران فكرها وإرهابها وتطرفها كرقم في المعادلة الدولية رغم أنف الجميع ومن هنا لم يعتبر المجتمع الدولي للأمة ولم يولها أي اهتمام إلا في أوقات دفع الأزمات والمصائب.
من المؤكد أن إيران ستحتفل بنكسات العرب دائما فهي المؤمنة بعدم وجودهم وتستثني من ذلك حلفاءها في سوريا. فالبعث سلطة غير دينية وغير معرفة سياسيا من الناحية العلمية سواء كانوا في العراق أو في سوريا وكل ما يجب أن يقال عن البعث انه حزب شمولي هدام، أما العراقيون واللبنانيون واليمانيون وغيرهم فهم أدوات ومحارق بيد إيران بسبب إهمال العرب وتفكيرهم.. الفئات المتطرفة والمتطرفون هم من أوجد تلك الأزمة وسمح لإيران باستخدام البعض كأدوات ومحارق وسمح بتصدير تطرفها وإرهابها وحضور كل المشاهد احتواء وتهميشا للعرب وخنقا لتوجهاتهم.
فتنة اليوم هي صناعة إيرانية بين صانع وداعم لمضادات فكر الآخر وحرب باردة بين طرفي الفتنة أوصلتنا إلى هذا اليوم الذي خرج فيه كل شيء عن السيطرة واستفحل الدور الإيراني، ولكن لا يخلو الأمر من إيجابية في إطار ما يقوله العرب “فيها صالح”، أي أنه لا تخلو أية خيبة من شيء من الفائدة والإيجابية هنا إدراك العرب لضرورة إعادة رؤاهم وحساباتهم فيما يتعلق بالنظام الحاكم في إيران وتوجهاته في المنطقة وليتهم يبدأوا بدايات صحيحة بدعمهم لمعارضة الشعب الإيراني في مشروعه نحو الديمقراطية ببناء صورة سياسية جديدة للمنطقة التي ستحسم شكل الصورة السياسية في باقي الأجزاء العربية الآسيوية.
لقد نمت قوى التطرف والظلام في المنطقة متأسية بظلام الخلافة في إيران وبعض المدارس الظلامية الأصيلة في المنطقة العربية والعالم وبمراجعة تاريخية للخلافة في طهران ستجد أنها لا تختلف كثيرا عن خلافة داعش والقاعدة اللتين تنتميان إلى مدارس التطرف العربية الأصيلة فكل شيء يتم باسم الله، فإيران قتلت معارضيها وحاصرتهم ونكلت بهم وخرجت في نهجها معهم عن حدود الله وكل ذلك باسم الله.
بقاء الموقف العربي بهذه السلبية مع المعارضة الإيرانية هو إدامة لأزمات العرب وانكفائهم أمام إيران؟ فمتى يفيق العرب ويدعمون مشروع التغيير في إيران.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية