العدد 2228
الخميس 20 نوفمبر 2014
banner
ما هي صفات النائب؟ عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الخميس 20 نوفمبر 2014

إن تمثيل المواطنين وتحمل مسؤولية ولايتهم شأن عظيم، والمخلص لعمله يعي مقومات هذه المسؤولية، هناك من الصفات الجليلة التي يجب أن يتحلى بها، والتي ترفع من شأنه بها، منها الكفاءة والأمانة، النزاهة والبداهة، الصدق والكرامة، الأهلية والثقافة، القوة والشجاعة، الإيمان والاستقامة، صاحب رأي وبصيرة، ذو تخصص ومهارة، وحُسن تصرف وجدارة، بعيد عن البدعة والضلالة، ليست ضالته شهرة ولا شهوة، أن يكون متجردًا من كل المؤثرات الضاغطة، حديث أهل الفكر والثقة، متخليًا عن الأهواء المضلة والعصبيات الجاهلية، لا يمت بصلة إلى الطائفية أو المناطقية أو المحسوبية.
إن من يتولى ولاية أو أمانة يجب أن يدرك حجم الأمانة وعبء المسؤولية التي نأت عن حملها الأرض والسماوات والجبالُ الراسيات، فالمجالس البلدية والنيابية ليست بمناصب حكومية أو وجاهة اجتماعية، ولا ذات مكاسب شخصية، فهي اليوم مسؤولية وأمانة وغدًا خزيٌ وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها، وليست منبرًا للتفاخر والتمادح والتملق وليست لنيل الأضواء بل هي طريق لتحقيق المساواة والعدالة، وسبيل إلى الإصلاح والعمل والإبداع. لقد شبع الناس من المزايدات الكلامية، وملوا الوعود الاستهلاكية، وضجوا من التصريحات الإعلامية، يريدون من المرشحين عملاً وإنجازًا.
ومن صفات النائب الذي يجب أن ينتخبه المواطنون الناخبون أن يكون مُتعلمًا، أن تتوافر فيه ثقافة ومعرفة وبعرف التشريع مُطلعًا، وبأحداث البلاد والأحداث الجارية من عربية وإقليمية وعالمية مُتابعًا، وعلى تمثيل كل المواطنين قادرًا، وبمشاكل وهموم المواطنين مُلمًا، ويكون أمام نفسه والمواطنين صادقًا، وبقضايا الشأن العام لبلاده عارفًا. يجب أن يتابع أداء الحكومة لمواجهتها إذا حدث تقصير، أن يتمتع باحترافية في المساءلة وبمهنية في المحاسبة وباختيار القرار الصائب، أن يمتلك قدرة إبداعية على التعامل مع مصادر المعلومات والاستفادة منها في اتخاذ القرارات ويتخذ من ذلك طريقًا، أن يبتعد عن المثالية والشعارات الرنانة وأن يؤمن بالواقعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية دائمًا.
يجب أن يتذكر الناخب أنه مسؤول، في اختياره الأكفأ والأمثل، ومسؤول عن ثمار هذا الاختيار، فإذا غرس خيرًا حصد ثمرًا يانعًا، وليتذكر الناخب أن صوته شهادة، والشهادة بينة لا يجوز الزُّور فيها، فضع يدك لمَن للوحدة الوطنية داعيًا، وللمحبة والتآلف والسلام محبًا، وللحقوق والحريات والواجبات محافظًا، ولبلاده منتميًا، ولقيادته وشعبه ولاءً. وأن يكون لدوره وواجبه الوطني مهيئًا.
فقبل أن تحدد أيها الناخب لمن ستمنح صوتك للمرشح أو المرشحة الذي سيصبح نائبًا عليك كناخب أن تبحث عن صفات النائب الجيدة من خلال هذا المرشح أو ذاك، ويجب أن تخضع اعتبارات تصويتك لمجموعة من الصفات التي يجب أن تتمثل فيه ليكون نائبًا قديرًا وقادرًا على تحقيق ما يستطيع من آمال وطموحات المواطنين، عليه أن يكون قادرًا على توصيل صوت المواطنين إلى المجلس النيابي لوضع قوانين تعزز ثقتهم به وبالمجلس، قوانين تعالج مشاكل المواطنين وتحسن أوضاعهم وتنمي بلدهم.
أما عن نفسي فسأجد الشخص المناسب الذي يستحق صوتي وثقتي وسأقوم بانتخابه لأنني مواطن بحريني حقيقي، أنتمي لهذه البلاد لا لغيرها، وقرار تصويتي هو قرار لا أعود فيه إلى أحد، ولا بتكليف جمعياتي أو سياسي أو مذهبي، فالبحرين بالنسبة لي هي أولاً. ومن يملك ذات نفسه كفيل بقيادتها ويكون خير سائسها، ويقول العلي القدير في قرآنه المجيد “إِن خَيْرَ مَنِ اسْتأْجَرْتَ الْقَوِيُ الْأمِينُ”، فليحفظ الله البحرين وقيادتها وشعبها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية