العدد 2202
السبت 25 أكتوبر 2014
banner
كيف تتم إدارة الحملة الانتخابية (1) عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
السبت 25 أكتوبر 2014

الحملة الانتخابية هي الحملة التي تسبق التصويت، وتبدأ بعد إعلان أسماء المُرشحين وتنتهي قبل يوم واحد من تاريخ التصويت، ويتم خلالها الترويج للمُرشح لحشد أكبر عدد من الأصوات، واليوم لم تعد الحملة الانتخابية تعتمد على القدرات الخاصة للمُرشح والمُرشحة، والثقة بالنفس لا تلعب دورًا مهمًا فيها، كما أن التواصل الشخصي والأوراق المطبوعة قد فقدت بريقها في الحملات الانتخابية، فالحملة الانتخابية اليوم وفي هذا العصر تحتاج إلى التكتيك الفني والحسابات السياسية والأساليب العلمية والخطط الاستراتيجية. وهي الأسلحة الحقيقية التي يمكن أن يَعتمد عليها المُرشح للانتخابات. لذا فالحملة الانتخابية لعصرنا تختلف عن الأمس، فهي تتطلب مقومات مختلفة لكي تكون قادرة على تكوين صورة ذهنية إيجابية للمُرشح أو المُرشحة في الدائرة الانتخابية.
ومن هذه المقومات وجود أفراد يملكون مهارات رفيعة المستوى لتطبيق الأسس والقواعد العلمية في تخطيط وإدارة الحملات الانتخابية، وهذه المهارة تتطلب تدريبات مُتعددة على الأدوات والتقنيات الحديثة التي تتواكب مع العصر الحديث محققة للنجاح المطلوب، وأيضًا استخدام برامج التواصل الاجتماعي والشبكات الدولية للمعلومات التي أصبحت مهارة يتم تدريسها لتحقيق أهداف الحملة الانتخابية المرجوة. وحدث تغير في أسلوب وصول المُرشح إلى أكبر قاعدة شعبية لتحقيق الفوز، وهو الوصول إلى شريحة معينة من الجمهور الناخب تتصف بالإيجابية والانتشار، فلم تعد الشعارات الرنانة من سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية وسيلة للفوز وأداة للتلاعب بمشاعر المواطنين بل الاعتماد على برامج منطقية وموضوعية مدروسة ومخطط لها بعناية. ويجب أن لا ينسى المُرشح أو المُرشحة حقيقة مهمة وهي ارتفاع مستوى الوعي السياسي لدى المواطنين ويتجسد في صور عديدة، كحضورهم الدورات السياسية والندوات السياسية التي تنظمها المراكز الثقافية والمجالس الاجتماعية وتفاعلهم مع قضايا بلادهم من خلال المناقشة، فالمواطنون البحرينيون بشكل عام هم جمهور واعٍ ومثقف ومدرك للحقائق التي يتعايش معها في بلاده.
وبجانب ذلك فإن مَن يتم اختياره ليوكن مُديرًا لأية حملة انتخابية يجب أن يتبع مجموعة من الخطوات التي ستيسر له العمل في إدارة الحملة الانتخابية لمرشحه، ومن هذه الخطوات القيام بالأبحاث اللازمة للتحضير للحملة، ووضع استراتيجيات للحملة وأهدافها، وتحليل واستهداف الناخبين، ووضع رؤية ورسالة للحملة، وتصميم خطة للاتصال بالناخبين، ودراسة أوضاع المُرشحين المنافسين في الدائرة والاطلاع على كل ما هو جديد في فن إدارة الحملات الانتخابية مع تعديل ما تم تحضيره وإعداده بحسب مستجدات وأوضاع الحملة والدائرة الانتخابية.
إن الفرق بين الفوز والخسارة هو القوة الداخلية للحملة، لذا يجب أن تكون إدارة الحملة الانتخابية على استعداد دائم لجميع التحولات والانعطافات التي تحدث في الدائرة الانتخابية، وفي كيفية توصيل رسالة المُرشح أو المُرشحة للناخبين. ومن المهم أن تبتعد الحملة الانتخابية عن الارتجالية وأن تعتمد على أية معلومات ميدانية مستوحاة من واقع الدائرة الانتخابية وموازين القوى فيها والقدرة على إدارة التحالفات “إن وجدت” في الدائرة. ولابد أن يتحقق التوافق بين رؤية المرشح وبرنامجه الانتخابي مع رؤية وصورة الناخبين في دائرته، وبدلاً من رفع سقف الوعود البراقة التي لا يمكن تحقيقها يتم الاكتفاء على الممكن منها صِدقًا وقولاً.
ولا يمكن إدارة حملة انتخابية جيدة وقوية لمُرشح غير معروف في دائرته أو عليه علامة استفهام، فالمُرشح الذي يمتلك معرفة عائلية واجتماعية في دائرته يستطيع بسهولة أن يصل إلى الناخبين، فالكثير من المُرشحين الذين يتمتعون بالكفاءة والنزاهة والقدرة على تحمل مسؤولية المقعد النيابي لا يفوزون في الانتخابات بسبب عدم معرفة أهل الدائرة لهم.
إن الحملة الانتخابية الناجحة والمُتميزة هي نتاج جهد مدروس وخطوات مخطط لها، وتتطلب إعدادًا مُسبقًا وبعناية فائقة من المُرشح ومدير حملته والفريق العامل معه، وبمتابعة يومية لتقييم ما تم عمله، ولابد من وجود خطة أو خطط بديلة أو داعمة للخطة الأصلية في حالة تغير ظروف الدائرة الانتخابية، فالخطط البديلة تكون دائمًا هي المنقذ إذا تعثرت الخطة الأصلية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .