العدد 2171
الأربعاء 24 سبتمبر 2014
banner
اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الأربعاء 24 سبتمبر 2014

في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام تحتفل المملكة العربية السعودية بيوم توحيد أراضيها تحت راية عربية واحدة، إذ أصدر “الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود” في مثل هذا اليوم من عام 1932م الموافق 1351هـ مرسوما ملكيا بتوحيد جميع أجزاء الدولة السعودية. وفي الذكرى (84) لهذه المناسبة يستحضر الشعب السعودي والعربي النِعم والفضائل التي خصها الله لهذه الأرض الطيبة، فقد استطاعت السعودية أن تنهض وتتبوأ مكانًا عليًا من بين الأمم بفضل رؤية قيادتها السياسية الثاقبة لمسيرة البناء والتنمية السعودية وفي خدمة الإسلام والمسلمين وفي الدفاع عن هموم وقضايا الأمة العربية. ففي مثل هذا اليوم سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة بطولية قادها المؤسس، أربعة وثمانون عامًا حافلة بالإنجازات بدأها الأب المؤسس وواصل أبناؤه من بعده استكمال البناء ومواصلة المسيرة.
وبهذه المناسبة يستذكر العرب جميعًا المواقف السعودية العربية الثابتة والراسخة تجاه مملكة البحرين وجميع الأقطار العربية والإسلامية، يكفيها فخرًا بأنها البلاد التي آزرت جميع الدول ووقفت مع شعوبها، هذا الالتزام المبدئي تجاه أشقائها يُمثل خصوصية مُميزة لها عن غيرها من الدول الأخرى، وأسهم في رسم هذه الخصوصية في البذل والعطاء اللامحدود الكثير من المعطيات التاريخية والسياسية والحضارية والثقافية التي تتمتع بها السعودية، فقد ظلت علاقاتها مع جميع دول العالم قائمة على الاحترام المُتبادل والتعاون، حتى أصبحت عمقًا استراتيجيًا لجميع الأقطار العربية، فساهمت ومازالت الدبلوماسية السعودية في التخفيف وإنهاء الكثير من الأزمات العربية، ومازال سعيها متواصلاً لتحقيق التعاون والتكاتف العربي.
لقد اتسمت العلاقات البحرينية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن العزيز آل سعود بكونها نقطة تحول تاريخية وعلاقات نوعية، حيث يكن لمملكة البحرين وشعبها مشاعر جميلة ودافئة وهي تعبير عن الروح الأخوية والقومية التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين. وله من المواقف الناصعة تجاه البحرين المليئة بالمشاعر الودية، خصوصا بتعهداته الكريمة بالحفاظ على أمن واستقرار البحرين، وكانت القيادة البحرينية أول من لبت نداء اتحاد الخليج العربي الذي يتجه نحو التكامل في جميع المجالات. وقد سجلت الزيارات المتبادلة بين القيادتين البحرينية والسعودية ومسؤوليها أعلى مراتب التفاهم والتطابق في مختلف الأصعدة وفي توحيد المواقف الثنائية والعربية والإقليمية، والشعب البحريني يرى في خادم الحرمين قائدًا عربيًا مميزًا وزعيمًا من زعماء الأمة العربية الذين يحرصون على أمن واستقرار دولهم ومنطقة الخليج العربي، والحريص دائمًا على تنقية الأجواء العربية من مخلفات السياسة، وهو السند الدائم والمعين الذي لا ينضب لمملكة البحرين وشعبها. لقد توافق القائدان البحريني والسعودي في سياستهما الحكيمة في التعامل مع مختلف القضايا الخليجية والعربية والإقليمية والدولية، وقد ساهم هذا التوافق في بلورة مواقف منسجمة مع مختلف التطورات التي شهدتها وتشهدها الساحة الخليجية والعربية والإقليمية حيث إن البحرين والسعودية تشكلان عمقًا استراتيجيًا منيعًا لبعضهما البعض في مواجهة مختلف التحديات والأخطار. أما العلاقة بين الشعبين البحريني والسعودي فهي عميقة ومتينة وقائمة على القربى والجوار والدين والمصير المشترك.
ورغم ما تعج منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية بالأزمات والفوضى السياسية إلا أن القيادة السعودية حافظت على ثبات مكانتها واستقرار أراضيها وتمضي بعزم وإصرار لتحقيق الأهداف التي وضعها الآباء وسار على هديها الأبناء. يحق لأبناء السعودية وجميع العرب أن يفخروا ببلادهم السعودية الغالية، وأن ينتموا إليها وجودًا ووجدانًا، وستبقى السعودية بلاد العطاء والإخاء. فأسمى التهاني والمحبة والتقدير للقيادة السعودية والشعب السعودي في هذه الذكرى الوطنية الجليلة، داعين الله أن يحفظ أقطارنا العربية من كل سوء، آمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية