العدد 2150
الأربعاء 03 سبتمبر 2014
banner
العودة إلى المدارس عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الأربعاء 03 سبتمبر 2014

سيبدأ العام الدراسي الجديد (2014م - 2015م) بعد أيام وقد أعدت الأسر مستلزمات المدارس من ملابس وقرطاسية ولوازمها التي لا تنتهي حتى نهايته. مع بداية كل عام دراسي جديد يعيش الناس بين فرحة وأزمة، فرحة الطلبة وأسرهم بالرجوع إلى مقاعد الدراسة وأزمة الصرف التي لا تنتهي منذ بداية العام الدراسي حتى نهايته، خصوصا الأسر المحدودة الدخل التي تؤرقها المناسبات كالأعياد وبداية العام الدراسي بسبب كثرة المستلزمات التي يحتاج إليها كل موسم، وتختلف المعاناة من أسرة إلى أخرى بحسب عدد أبنائها. فهذه المستلزمات تحتاج إلى ميزانية مالية تمثل عبئا ثقيلا للأسر المحدودة الدخل في وقت ترتفع فيه الأسعار سنويًا وفي بداية كل موسم، وكالعادة فالمواسم تتداخل في بعضها البعض ولا مفر من الإنفاق عليها.
فالإعلانات انتشرت مبكرًا عن عودة العام الدراسي في شوارع مملكة البحرين، ودخلت النشرات الإعلامية للسلع المدرسية من تحت أبواب المنازل ووضع بعضها على زجاج السيارات عدا الموزعين عند تقاطع الشوارع وإشارات المرور، نشرات عرضت السلع المدرسية بإتقان بهر الكبار قبل الصغار، فالطلبة هم الذين يحددون ماذا يريدون ومن أي متجر يتسوقون، ولا يعرفون شيئًا عن الأسعار، فالذي يهمهم هو الحصول على ما يريدون.
على الرغم من أن بدء العام الدراسي في كل عام هو موسم تربوي وتعليمي إلا أنه أيضًا موسم تجاري لتجار مستلزمات المدارس من ملابس وقرطاسية، لذا يجب أن تكون هناك مراقبة دائمة، مراقبة مستمرة قبل وأثناء الموسم وبعده، فالسلعة هي السلعة.. فكيف يتغير سعرها خلال مدة محددة؟ لذا يجب أن تصدر وزارة التجارة والصناعة قائمة بأسعار السلع والمستلزمات المدرسية التي تعرضها وتبيعها كل مؤسسة ومركز تجاري ويتم الإعلان عنها في الصحافة المحلية وعلى مختلف المواقع الإلكترونية.
يأمل جميع الطلبة أن يكون هذا العام الدراسي عاما نشاط وجِد واجتهاد، ينهلون فيه من مناهل التربية والتعليم، يتخلله تحضير واستعداد ذهني وتهيئة نفسية لاستقبال مختلف أنواع المعلومات الدراسية. أما بالنسبة للطلبة الجُدد في المدرسة ستنتابهم وأسرهم مجموعة من الأسئلة حول بيئة المدرسة وإدارتها ومعلميها، قرب المدرسة أو بعدها عن المنزل، وهل سيتأقلم الطلبة الجدد في أجواء مدارسهم الجديدة؟ وأسئلة كثيرة تجعل الأسر ينتابها قلق مؤقت على مصير أبنائها الدراسي. إنه قلق مشروع ولكنه مؤقت لا تطول مدته أكثر من أيام أو أسبوع واحد.
لقد استعدت وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي الجديد كعادتها في كل عام، فوفرت مبكرًا الكتب المدرسية ووزعت الطلاب على المدارس وقامت بعملية صيانة دورية للمدارس واستثنائية لبعضها، وهي تتابع طوال العام الدراسي احتياجات المدارس من المستلزمات البشرية والمادية ولا تبخل كعادتها في الإنفاق على العملية التعليمية التي تلقى كل الدعم من قبل القيادة السياسية لبلادنا التي توفر جميع السبل لعملية التعليم للطلبة، لإيمانها بأن التعليم جزء لا يتجزأ من العملية الإصلاحية التي يقودها عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
نبارك للجميع بالعام الدراسي الجديد، فالمدارس لا تخص الطلبة فقط  بل أيضًا أولياء الأمور الذين يقع على عاتقهم قسط ليس قليلا من العملية التربوية والتعليمية لأبنائهم. فأهلاً وسهلاً بالعام الدراسي الجديد، ونتمنى أن يكون عامًا سعيدًا للجميع، ومكللاً بالتوفيق والنجاح لجميع طلبتنا، وكل عام وأنتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .